الشهر: أغسطس 2015

  • مسرحية الملك أوديب لتوفيق الحكيم

    أقرأ لأول مرة أحد كُتب المرحوم توفيق الحكيم.

    وأقرأ لأول مرة … مسرحية مكتوبة، ورغم نهمي وحبي اتجاه القراءة، إلا أنني أجد نفسي نادماً لجهلي بوجود أحد أهم الفنون مكتوبة بكل تشويق على الورق.bild980

    الملك أوديب مسرحية تراجيدية تذوب داخلها كل العواطف الإنسانية متمثلةً في شخصياتها وتفاصيلها. استحقت هذه المسرحية الخمسة نجوم بالنسبة لي، ربما لأنني تأثرت بأسلوبها الغريب، أو ربما لاشتياقي لمثل هذه الفنون التي عجز العرب عن اتقانها طوال العصور الماضية.

    اكتفينا نحن بالشعر والنثر … بالمديح والهجاء، لنكون بعيدين عن شيكسبير … ولنكون أبعد عن عظمة العقل الذي يرسم ابداعه فوق خشبة المسرح.

    اشكر أخي العزيز هشام محمد حافظ على اقتراحه لهذا الكتاب.

  • خمسة أسباب قد تقنعك بعدم التفكير للهجرة من مدينة جدة

    توضيح: هذه المقالة لا تحمل في طياتها أي محاولة لاستخفاف العقل، أو محاولة متواضعة لإهدار وقت القارئ الكريم في التنكيت على مدينة جدة، بل إنها محاولة صريحة للتنقيب عن تفاصيل صغيرة لحياتنا اليومية والتي لربما سنجد فيها قليلاً من الحماس يقودنا للنتيجة المذكورة في العنوان.


    ندخل في الموضوع … مدينة جدة أو (مدن السعودية على وجه العموم) تمر بأزمة حب حقيقية من أهلها، ولا أبحث اليوم عن أشخاص ينكرون هذا الموضوع بشكل قاطع لأنه وإن حصل فسوف يطول النقاش وتفقد الكلمات بريقها وأسبابها الحقيقية التي كُتبت من أجلها. لذا سأختصر القول بأنها موجهة  فقط لكل شخص فكر أو يفكر أو سيفكر بحل: الهجرة أو الإستقرار خارج مدينة جدة.

    ثانياً راعيت في هذه المقالة الصغيرة اختلاف شخصيات وأيدلوجيات سكان المدينة، فلن أذكر على سبيل المثال: أن من أجمل التجارب في مدينة جدة احتساء كوباً من القهوة في لوبي فندق الروزوود! أو: الحفلات الخاصة الرائعة والتي تقام في بعض المنازل الخاصة.

    أعلم يقيناً أنني بمحاولتي المتواضعة هذه ربما سأشجع العديد من الأشخاص للتنبيش عن عيوب حقيقية في كل ما يتعلق بسلبيات هذه المدينة، ابتداءاً بخدمات قطاعاتها العامة مروراً بالشوارع المكسرة وانتهاءاً بسيكلوجية أهلها الطيبين، ليقول لي: «أرجوك … لا أريد إلا أن تحل لي الموضوع الفلاني». أو ربما سيقول آخر: «بالعكس لا يوجد أي عيوب حقيقية إلا القليل من فساد البعض، والقليل من الملل» ليحل الإثنين مشاكلهما بمسكنات سنوية عبر سفرهم المستمر للخارج. ولا أعلم إن كان السبب غير المباشر والذي جعلني أكتب هذه المقالة هي الأخبار المتدوالة مؤخراً عن حملة الأوروبيين اتجاه السياح الخليجين بسبب مخالفاتهم المحرجة هُناك. على كل حال أجد بالفعل أن هُناك بعض الأسباب الكافية التي قد تشجع أهل جدة (وربما أهل السعودية عموماً) بعدم التفكير بهجرتهم أو استقرارهم في الخارج … وسأكون صريحاً بعض الشيء إن قلت: أن هذه الكلمات هي موجهة لنفسي في محاولة قوية لإقناعها،  قبل أن تكون موجهة لأي شخص آخر …

    خمسة أسباب قد تُقتعك بعدم التفكير للهجرة من مدينة جدة:

    1. وجود أهلك وأحبابك: وإن كان يشكل هذا الأمر ما نسبته ٢٠٪ من محفز حقيقي، فهو بالتأكيد شيء لا يمكن إنكاره … فلن تجد في النمسا أهل وأحباب آخرين بسهولة، وبالتأكيد ستواجه بعضاً من التحديات الإجتماعية أنت وعائلتك إن حاولت إقناع نفسك بغير ذلك.
    2. أوقات الترفيه طويلة نسبياً: صحيح أننا لا نملك مسارح أو دور سينما أو حفلات ومراقص، لكن في المقابل إن فكرت ملياً ستجد أن حياتنا في جدة «شغالة» طوال اليوم، فالأسواق تفتح من الساعة العاشرة وتقفل آخر الليل الساعة ١١ مساءاً، ولو أن الجو كان أفضل حالاً طوال العام أؤكد لك أن المحلات والأسواق ستفتح أوقات الظهيرة أيضاً.
    3. المحلات والمقاهي الشعبية: بالنسبة للحياة الجدية والتي يحرص أصحابها بالإستيقاظ فيها مبكراً، تتعدد الخيارات إن فكر أحدهم بالإستمتاع بالصباح  الباكر، وسيزيد الأمر حماساً إن ذكرنا لمحبي الشيش والمعسلات أن هُناك الكثير من المقاهي والتي تستمر في فتحها ٢٤ ساعة خلال الأسبوع. وأجد أن هذا الأمر امتياز حقيقي لمدينة جدة لا يمكن إغفاله … لأنه بالتأكيد ليس متوفراً في الكثير من المدن في الخارج، خصوصاً المدن غير العربية.  … يمر في بالي الآن استيائي الشديد من آخر زيارتي لأوروبا بسبب إغلاق المحلات في أوقات مبكرة جداً من اليوم.
    4. الرُخص النسبي: لا أبالغ يا أخي في هذا الأمر، نعم أصبحت الدنيا أكثر غلاءً من قبل ولكن سأقول لك أن الشخص الذي قد يمر بحالة مادية صعبة جداً لا يُفكر أساساً في الهجرة، لكن عندما أتحدث عن الفئات الإجتماعية الأخرى، يكون من المنصف أن أقول لك أن الحياة في مدينة جدة رخيصة نسبياً، قارن أسعار الإنترنت بالدول المجاورة … قارن أهم المواد الغذائية … الكهرباء … والماء، وبالطبع يعد البنزين أهم تلك المقارنات.
    5. إمكانية السفر للخارج بشكل سهل نسبياً: هذه النقطة تحتاج القليل من التفصيل. تخيل أنك من أبناء الطبقة المتوسطة الذين يسكنون في القاهرة، ما هي نسبة أو إمكانية سفرك مرتين خلال عشرة سنوات لأي بلد عشوائية في العالم … لنقل مثلاً سنغفورا أو آمستردام أو أمريكا؟ … بالطبع صعبة جداً، لأن القدرة المادية بالنسبة للطبقة المتوسطة هُناك قد لا تدعم كثيراً طموحات السفر للخارج بسبب حجم متوسط الدخل وفرق العملات، وبالتالي ستكون معظم قراراتك السياحية بسيطة في المقارنة مع الفرد السعودي. بل أن عدم وجود قنوات ترفيه حقيقية في المملكة سيساهم بشكل غير مباشر بسهولة تجميع المال والسفر آخر العام للخارج دون ضغوط حقيقية … وبالنسبة للشباب أعتقد أن هذا الحل (نصف) جذري للتخفيف عن عدم قدرتهم لامتلاك منازل في جدة بسبب غلاء الأسعار.

    وأضيف نقطة غير رسمية وربما غير حقيقية وهي: أن السعوديين عموماً أصبحوا غير مرحباً بهم كما في السابق، وإن حصل وواجهنا بعضاً من الترحيب أرجو أن لا نتناسى أن السبب الحقيقي ورائه هو البحث عن المال والذي ما يشكل في كثيراً من الأحيان نقطة فاصلة بين علاقتنا مع المجتمعات الغربية، وبالتالي ستظل جدة هي المرحب الأكبر لك ولعائلتك.

    وأخيراً … لم أحرص على الإطالة في هذا الموضوع، بل هي محاولة لتشجيع القارئ الكريم بالبحث والتنقيب على أسباب أخرى ستساهم بإثراء هذه المقالة في جزئها الثاني ورفع المعنويات المكسورة. فالأسباب التي يمكن إقناع الكثيرين بها عديدة، والأسباب أيضاً التي يمكن إقناعهم بالعدول عن وجود نية الهجرة أيضاً عديدة، ولك الحرية في البحث عن ما تُريد.

  • ما هي الحقيقة خلف كل كاتب؟

    … أنهم أشخاص قرروا أن يكتبوا … فقط.

    كل إنسان يستطيع الكتابة في هذا العالم، وتختلف الأساليب والمواضيع ويختلف حجم اهتمام الآخرين اتجاه ما يكتب أي كاتب.

    سمُي الكاتب كاتب لآنه يكتب، وسمي الرسام رسام لأنه يرسم وسمي المغني مغني لأنه يغني، والشيء المشترك في الصفات المذكورة أننا بالضرورة جميعاً نكتب وليس بالضرورة أننا نُغني!

    لا أرى أن هُناك أي اهتمام خاص يجب أن يدور حول أي شخص يكتب وبالتالي تسميته بالضرورة «كاتب» بصيغة محترفة، بل وإن دققت مثلاً في تفاصيل حياة أي فتاة مراهقة ستجد أن قدرتها على كتابة ما يمليه عليها عقلها على الوتساب وتعليقات إنستجرام أكثر بكثير في بعض الأحيان مما يمكن لأي كاتب محترف إنجازه من كتابة.

    الكتابة قرار … ومعظم مجتمعنا البسيط للأسف يصرف الكثير من الجهد في التحذلق لتوثيق الأفكار عندما يقرر أن يكتب، فتجد أن الصبغة الشعرية تغلب على فكرة ما يجب أن يتم كتابته.

    الكاتب في رأيي يجب أن يكتب ما يمليه عليه عقله وأفكاره، تماماً كما نكتب رسائلنا وإيميلاتنا للاخرين … تماماً كما نتكلم. وفي رأيي أيضاً أن كل شخص يجب أن يكتب لأنه يجب أن يكتب وليس لأنه لم يؤطر نفسه تحت مسمى «الكاتب فلان» أمام الآخرين. هنري كيسينجر، مارجريت تاتشر وآرنولد ودونالد ترامب وآندريه آغاسي وآليكس فيرجسون … اجتمعوا باقتناعهم لضرورة توثيق أفكارهم وآرائهم وتجاربهم في هذه الحياة قبل أن يموتوا فخرجت العديد من الكتب التي تحمل أسمائهم ومن تأليفهم، واختلفو جميعاً في تخصصاتهم التي لا تمت كل واحدة فيهم للأخرى بصلة … بل أنهم أبعد ما يكونون عن مُسمى «كُتاب» في مفهومنا العربي البسيط.

    أنت تكتب لأنك يجب أن تكتب، ومن حق الآخرين عليك إن اهتميت لأمرهم أن تكتب لهم … لأنك صاحب فكرة وتجربة وهذا يكفي.

زر الذهاب إلى الأعلى