الشهر: نوفمبر 2015

  • الفن … والدوام الكامل

    عملت إليزابيث جيلبرت مؤلفة رواية «أكل .. صلاة .. حب» طيلة حياتها في دوام كامل مثلها مثل الكثير من الكُتاب والفنانين المعروفين بداية حياتهم، لأن الفن ببساطة لن يدفع لهم الفواتير ومصاريف البيت، وفي المقابل فإن أي إبداع لن يتم حمايته طالما لا يوجد من يتحمل تكاليف هموم عقل الفنان المادية.

    قررت إليزابيث أن تستقيل من عملها اليومي بعد كتابها الرابع، وبعد أن حقق أكل .. صلاة .. حب مبيعات فاقت الـ ١٢ مليون نسخة، وقالت في كتابها الجديد Big Magic أن مهمتها كفنانة هي حماية الإبداع من هموم الحاجة إلى الأموال، وأن أي إنسان مبدع لا يمكن له يلوم الكرة الأرضية على فنه الذي لا يأتي إليه بالمال من الآخرين.

    يجب على الفنان أن يعمل في فنه لأنه اختار لنفسه أن يكون فناناً … وأيضاً المال سيظل مهمته في هذه الحياة بالحصول عليه بغض النظر عن قبح أو جمال فنه الذي يعمل به.

    الدوام الكامل في أي عمل يُسهل على الفنان أن يعيش حياته اليومية دون منغصات كبيرة اتجاه فنه، ليتمكن تدريجياً من الحصول على تلك الحياة التي يريدها في العمل على فنه دوماً وطيلة الوقت.

    أعلم جيداً فن  الفنان مهم بالنسبة له مثل المالل! والتحدي يكمن في إنجاح فنه ولكن … مهما تحدثنا يظل عائق الفن والمال صعب وغير مستحيل. وأهم ما في معادلات حياة الفنان هو أن يعي أن فنه مهم بالنسبة له وللحياة التي يعيش من أجله … وللآخرين أيضاً إن استوعبوا ماذا يريد أن يقول الفنان من خلال فنه.

    وإن وعى لهذا الأمر … سيعمل على فنه بصمت بقية حياته، بوجود وظيفة ومال أو من دون وجودهم.

  • الأحداث وعامة الناس

    هل تتوقع أن كل ما نراه في الإعلام هو الحقيقة المطلقة لما يحدث في أرض الواقع؟

    أم أنه ٥٠٪ من الواقع؟

    … أم أقل!

    هذا هو سؤال اليوم.

    عندما أقول الأحداث أقصد كل ما يتعلق بالسياسية والأحداث الإجتماعي والكوارث الطبيعية، وغيرها مما نراه ونسمعه كل يوم، لا يمكن أن تُترك الحقيقة لتكون عرضة لعامة الناس الذين قد لا يفقهون أو يستوعبون كيفية التعامل معها في كل مرة.

    فمثلاً هل بالفعل ١٠٠٠ شخص هم الذين ماتوا في حادثة التدافع؟ أم ١٠١٠ … أم ١٠،٠٠٠؟

    قد لا تغير الأرقام عند المتلقي شيئاً سوا لفظه «طؤ طؤ طؤ، الكثير قد ماتوا … يا لطيف» وتصبح مجرد أرقام وينتهي الأمر بعدها ويُنسى الحدث بشكل شبه كامل، كما تم نسيان حادثة مجاري التحلية التي راح ضحيتها الإبن وأبيه، وكما تم نسيان ضحاية الكورونا، وكما تم نسيان أن صدام حسين (الذي أصبح الكثيرين يمجدونه اليوم)، قد غزا الكويت ودخل أراضينا السعودية وربما لولا لطف الله ووقوف المملكة، لكان أحد رجاله ينام على سريرك الآن.

    الأحداث … تلفت النظر إلى أشياء وتغض النظر عن أشياء أخرى قد تكون هي الأهم في حياتنا، وتجعلك تنسى أن أهم الأمور هي التي يجب عليك البحث عنها بعيداً عن الإعلام والأحداث المتخمة في الجرائد وقنوات الأخبار.

    نقطتي اليوم أن الإعلام والأحداث والعامة من الناس لا يهمها كثيراً ماذا يهمك أن تسمع، بل يهمها ما تريد أن تسمِعك إياه.

    فا الحقيقة دوما … بعيدا عن نظرك ويجب عليك البحث عنها، ثق بكلامي.

زر الذهاب إلى الأعلى