الشهر: ديسمبر 2017

  • مقالة معدلة: مواقع مقترحة للعام الجديد

    هنا مواقع مقترحة الخاصة لشخصيات/مشاريع تستحق الإطلاع عليها لبداية عام ٢٠١٨م (أعتذر مقدماً أنها جميعاً باللغة الإنجليزية).

    1. Next Great Idea: اجتماع أربعة من أفضل الكُتاب (تطوير الذات) وأنشأوا لنادي قراءة فريد من نوعه. يستح الإطلاع والاشتراك معهم.
    2. موقع الكاتب Ryan Holiday: شاب مهتم بالتسوق والانتاجية والقراءة، وهو مؤلف للعديد من الكتب الرائعة، اقترح الاشتراك في مدونته وموقعه، أنتظر كتاباته أسبوعياً بفارغ الصبر.
    3. مدونة Seth Godin اليومية: لا تزال أحد المدونات المفضلة لدي. الكثير من التحفيز والإلهام وتطوير الذات والتسويق، كل يوم ودون توقف.
    4. برنامج Michael Hyatt للتخطيط للعام الجديد. (إن لم ترغب في الاشتراك في البرنامج، اقترح الاكتفاء بانتظار نزول كتابه الذي يحمل نفس الإسم).
    5. صفحة الكاتب Dan Pink: روعة هذا الكاتب في اكتشافه الأمور الغريبة والبديهية في تحفيز البشر، إيميلاته ليست منتظمة، إلا أنها دوما تستحق الإنتباه.
    6. موقع الفنان Austin Kleon: هذا الفنان يمتاز بالبساطة والمباشرة، أهم فكرتين يمتلكها هي (اسرق مثل الفنانين) و(أظهر عملك للآخرين). وقد لخصهم في كتابين صغيرة وجميلة.
    7. موقع Wait but Why: تيم أوربان، كاتب فظيع ورسام يرسم رسومات مضحكة لإيصال فكرته، يتحدث كثيراً عن صراعه مع التسويف، ويثقف المتلقي بشكل استثنائي.
    8. صفحة يوتيوب Casey Niestat: تخيل أن هذا المخرج يحمّل – تقريباً – فيلم جديد كل يوم! .. شديد الانضباط، وشديد الانتاجية، والأهم أنه استغنى عن عمله في هوليوود من أجل اليوتيوب، يؤمن أن الإنسان يحتاج لفكرة جيدة + لابتوب لكي ينجح.
    9. مدونة Cal Newport: الأب الروحي لمفهوم «العمل العميق». مُقاطِع كبير للتواصل الاجتماعي، ويؤمن أن الإنسان لن ينجح في الاقتصاد الجديد إلا بالتركيز كل يوم على مهام تتطلب ساعات عمل عميقة.

    وكل عام والجميع بألف خير.

     

  • أزمة كتابة الحقيقة عند العرب

    سأبدأ هذه المقالة باعتراف غريب اكتشفته في نفسي منذ مدة وهو: أنني لم أتناول في كتاباتي سوى ٥٠٪ فقط من المواضيع التي تهمني في هذه الحياة.

    أجد مثلاً أن الحديث عن الأكل والأمور المعقدة في العلاقات البشرية (كالزواج والصداقة والأبوة وعلاقات العمل وغيرها) وقراءاتي الدينية أو الاجتماعية الحساسة، وبعض المواضيع التي قد لا تهم القارئ فعلاً، هي ما يشغل تفكيري كثيراً كأي إنسان آخر، وبالتأكيد لدي قراءاتي وآرائي فيها!

    لم أكتب عنها ببساطة لأنها قد تزيح نظر القارئ الكريم عمّا قد يستفيد منه في بقية ما أكتب (مثل مواضيع العمل والفنون وسيكلوجيا الإنسان)، وقد يشغله الانتقاد أو الرفض الضمني لما سيجده فيها وما صوره له ذهنه عني.

    ويؤسفني القول أن لياقتي الذهنية لا تحتمل تبعات الكتابة عنها من ناحية اجتماعية ومهنية أحياناً. وأقول هنا المواضيع التي يهمني أمرها (كإنسان يود أن يكتب عنها) وليس لأهميتها للجميع بالضرورة. فإن كتبت عن الرياضة مثلاً، سيجد المهتم بالأدب أنني أتحدث عن تفاهات؛ والعكس صحيح. ويمكن القياس على ذلك في كل المواضيع الأخرى.

    على كل حال، اقتناعي التام بوجود أزمة [صراحة وحقيقة] كتابية في العالم العربي تدفعني لتناول هذا الموضوع على استحياء في مقالة قصيرة كهذه. فإن تطرق كاتب عربي (مسلم على وجه الخصوص) إلى موضوع قليل الحساسية، سيهب المجتمع لمهاجمته (وهشتقته!) وقد يحوله إلى شخص نادم على التفكير في الموضوع قبل كتابته. ويظل المتلقي العربي حتى في عام ٢٠١٧م إنسان شديد الحساسية وشديد العاطفة، وهو مقتنع أنه يعيش في مدينة أفلاطون الفاضلة (داخل عقله فقط) والتي لا تسمح قوانينها بالتطرق لأي مواضيع لا تحمل من الاحترام الطافح والعُرف الشيء الكثير. ناهيك عن حرص الجهات الإعلامية على منع ما يمس الوقار ويرونه يخدش الأدب! … (وأقول يرونه، وليس ما يخدش فعلياً الأدب!).

    وإن حصل وتعدى الكاتب المراقب الإعلامي، سوف لن يتعدى أصدقائه المقربين، وإن تعداهم، فلن يحتمل (ربما) الهجوميين من العامة ومن تويتر. وهذه ثلاثة مراحل، إضافةً إلى المرحلة الأخيرة والأكثر صعوبة في رأيي وهي: أهمية أن يكتب أصلاً بالفصحى النثرية السجعية أو الشاعرية ليقنع الكثيرين أنه يستحق الانتباه، أو أن يعترفون به كشخص يكتب. فالكتابة بالعامية حتى وإن كانت حقيقية وأصلية وعلمية موثقة، لن يكون هناك جدية في التعاطي معها، ونظل نركز على الغلاف ونبتعد عن المضمون، كعادتنا في كل شيء!

    كل هذه المراحل تحتاج لياقة ذهنية جيدة للتعامل معها، وإلاً سيكون الكاتب مجرد (هلاس) يود أن يكتب أي شيء غير الحقيقة، أو أنه سيكتب بأهداف سطحية تسويقية بعيدة عن هدف الكتابة للكتابة.

    مع الأسف؛ كل ذلك لا يتواجد في بيئة الأجانب الكتابية ببساطة.

    فالكثير من الصراحة والحقيقة هي ما قد يغير شيءً ما في مجتمعهم المثقف، ولغير المثقفين.

  • إدفع نفسك قليلاً

     جزء من الكلمات التحفيزية التي تُقال من أصحابها، تقال لأنفسهم قبل الآخرين.

    إدفع نفسك قليلاً … تُقال للمهام غير المطلوبة، للكيلوهات الزائدة التي يجب أن نركضها. وللدقائق الإضافية التي يجب أن تُصرف على المشروع، وللمكالمة السيئة التي يجب أن نقوم بها لحل مشكلة ما. وطبعاً، تقال من أجل السؤال عن أحوال العزيزين علينا.

    حتى وإن كنّا ضد رواد تطوير الذات (لأنهم يشتغلون على المشاعر قبل التنفيذ) فتظل نصيحة «إدفع نفسك قليلاً» عملية بقدر ما هي محفزة.

    إدفع نفسك قليلاً اليوم.

    وعندما يأتي الغد قل لنفسك: «إدفع نفسك قليلاً اليوم».

  • أهم ستة كُتب قرأتها في ٢٠١٧

    تجد هـــــنا ملف صغير – قابل للتحميل –  لأهم ستة كُتب قرأتها في ٢٠١٧، حتى اللحظة.

  • اليوم الأخير

    اليوم هو اليوم الأخير في معرض جدة الدولي للكتاب.

    ماذا لو لم يكن هناك يوم أخير؟ هل كانت الناس ستُزاحم بعضها؟

    بالطبع لا! … لن  تزاحم الناس بعضها؛ لأن الوقت لن ينتهي! ..

    مثله مثل الحياة التي لا تنتهي؛ والتي لن ينجز فيها أحدنا شيء! … لأنها لا تستدعي الإنجاز! فالغد يشبه اليوم.

    واليوم لسنا في عجلة من أمرِنا، فهناك غد!

  • لماذا يجب أن تقاطع أصدقاء المدرسة؟

    يتحدث الفيلسوف آلان دو بوتون في أكثر من مناسبة عن قلق البحث عن المكانة الاجتماعية. تزداد هذه المكانة في نظر البعض عند امتلاكهم لحجم أكبر من الماديات الحياتية (سيارة فاخرة، ساعة فخمة، ملابس باهظة إلخ.) أو لمنصب عملي مهم (سفير، مدير، رجل أعمال إلخ.) وتعتمد نظرة الشخص وثقته بنفسه معظم الحالات توازياً مع امتلاكه المزيد مما ذُكِر.

    المفارقة الظريفة التي يذكرها دو بوتون، أن لا أحد فينا يشعر بالغيرة من ملكة بريطانيا رغم أنها أكثر ثراءً من معظمنا وبالطبع تمتلك منصباً من شبه المستحيل الحصول عليه. سبب عدم الغيرة ينبُع من عدم ارتباطنا بأي علاقة تجمعنا بالملكة بشكل مباشر، فنحن نشاهدها على التلفاز ونسمع عنها، لكن على الأغلب لم نراها على الطبيعة في حياتنا، وهي ليست ضمن إطارنا الاجتماعي الضيق الذي يقودنا للمقارنة أو للغيرة ضدها، مثلما تقودنا مع أقراننا وأبناء دائرتنا.

    حرص الأغلبية على تعزيز الثقة بالنفس هو المُحرك الذي يدفعنا طيلة الوقت للمقارنة والاطلاع على ما يملكه الآخرين – خصوصاً الأصدقاء –، والحرص الأكبر على الشعور بأننا نحتاج للمزيد من الحب والتقدير أيضاً يجعلنا أحياناً نقدم الكثير من التضحيات من أجل الحصول على شيء منه (كصرف مبلغ كبير جداً نحتاج إليه، مقابل شراء حذاء فخم ليرانا به الآخرون). وعندما يقتنع الإنسان أنه بالفعل خُلق وتشكل بشكل منفرد ومميز، لن يحصل ويزداد تعلقه بالماديات والمناصب، لأنه مكتفٍ بنفسه وبحالته. والكلام هنا بالتأكيد أسهل من الفعل.

    يعتقد دو بوتون أن السبب الرئيسي الذي يدفعنا للبحث عن مكانة الذات من خلال الماديات أو الأمور التي ليست ذات أهمية بالضرورة، هي بسبب وجود شخصيات متغطرسة في حياتنا؛ ومن خلال هذه الشخصيات نرى نقص أنفسنا، ونتأثر من ذلك، لنندفع وراء الأمور الأقل أهمية، ونترك الجوهر.

    يقابل عكس هذه العلاقة علاقاتنا بأمهاتنا مثلاً، فهم لا يأبهون أبداً ماذا نلبس، أو ما هو منصبنا، لأن نظرة الأم لإبنها إنسانية تامة، وقد يدفعها تشجيعها لإبنها والوقوف إلى جانبه من أجل الحصول على الماديات المذكورة، هو نفس الدافع أصلاً للإبن «نظرة المتغطرسين» لكن أمام الأمهات الأخريات.

    بطريقة جدية/مازحة يشير دو بوتون أن من أسوء اللقاءات التي تحدث في مجتمعنا، هي لقاءات زملاء الدراسة بعد التخرج بسنوات. لأنها ببساطة تدفعنا للمقارنة مع نفس الإنسان الذي كان يشبهنا – على الأغلب – في ظروف الحياة والعمر. وهذا ما قد يُتيح فرصة قوية لتقليل الثقة بالنفس لدينا عندما يعلم أحدنا أن الزميل الكسول قد أصبح الآن بعد تلك السنوات يملك مالاً أكثر ومنصباً أرفع!

    وهنا أُعلق على موضوع اللقاء وغيره من ساعات التعايش مع الآخرين، بأن قدرة الواحد فينا على تعبئة خزان الثقة بالنفس والاقتناع بما نملكه وصرف النظر عن ما لا نملك أولاً خطوة  جيدة قبل التخطيط لهذا اللقاء .. لقاء المدرسة أو غيره من بقية اللقاءات الاجتماعية.

    [اقتنيت كتاب Status Anixiety (أو قلق البحث عن المكانة) لنفس الكاتب والذي يتحدث عن هذا المفهوم بشكل أعمق، وربما سيكون لدينا حديث قادم بشكل أكثر تفصيل].

  • من أين يأتي لك الإلهام؟

     … هذا السؤال الذي يشجع جميع المبدعين على أخذ الشخص السائل له بشكل هزلي أو «يجعلنا نختلق النكات على من يسأله …» كما يقول الكاتب نيل جيمان. ويعلق ستيفن كينج على هذا السؤال – كثير التكرر عليه – أيضًا «الكُتاب وأنا نعلم أننا لا نعلم من أين يأتي الإلهام!».

    الإلهام ليس وحي، الإلهام محاولات مستمرة في جلبه حتى يأتي.

    الإلهام أحياناً سرقة (مشروعة) من مبدعين آخرين. وإعادة صياغته لنكون نحن مصدره.

  • المقالات والكُتب

    استيقظت صباحًا قبل عدة أيام لأجد أكثر من ثلاثمئة إيميل خلال وقت قصير قد زاحموا بريدي. كانت كلها تنبيهات اشتراك حسابات جديدة في مدونتي.

    للوهلة الأولى لم أصدق عيني. كيف لهذا العدد الكبير نسبياً أن يشترك دفعةً واحدة!؟ .. ليظهر لي مع الأسف أن كل هذه الاشتراكات ما هي إلى حسابات Spam  وهاكرز قد حاولوا – لسبب أجهله – الدخول على المدونة! … ودون ذِكر التفاصيل لغير المُطلعين؛ أود التوضيح أن المدونة (كموقع إلكتروني و«دومين») محمية بشكل كامل، وأصرف سنوياً مبالغ كبيرة نسبياً – دون أي مردود مادي – لحماية وأمان المدونة، إلا أن المخترقين قد نجحوا بسهولة في الدخول عبر برنامج الاشتراك والذي يختلف كتركيبة من ناحية تقنية عن نفس الموقع. وأحمد الله اليوم أن الأمور تم استدراكها بشكل جيد.

    اعترفت في مقدمة كتابي الأخير مدوان أن كتب تجميع المقالات تستفزني … جداً!

    وأحد مسببات الاستفزاز أن كتب المقالات ببساطة تُعطي إيحاءً لقارئها أن الكاتب شخص كسول، ويحاول من خلال تجميع مقالاته في كتاب أن يكسب المزيد من الزخم والمبيعات دون أن يقدم شيئاً جديد (متعوب عليه).

    حرصي على خروج كتاب مدوان للسوق وتشجيع القارئ الكريم على شراءه، له عدة دوافع ربما تكون مقنعة، وقد شرحتها كلها في الكتاب. سأكتفي بالتأكيد على نقطتين وهي، أولاً: أن تحويل التدوينات لتكون بين يدي القارئ على شكل كتاب تغطي شريحة القراء غير المحبين للقراءات الإلكترونية (خصوصاً في حالتي لأنني غير منتظم في الكتابة مع أي جهة أو صحيفة رسمية). وإن غير القارئ الكريم رأيه تجاه ما يُكتب على صفحة الإنترنت، فأهلاً وسهلاً به ليقرأ مجاناً ما كتبته خلال السنوات الماضية على مدونتي.

    والنقطة الثانية: والتي أربطها بالمشكلة المذكورة، هي أن الإنترنت مهما كان مغرياً للاحتفاظ بكم هائل من المحتوى .. إلا أنه يظل شيءً غير ملموس، ويظل غلاف الكتاب المكان الأكثر أمانًا، حتى وإن توقف الكتاب عن طبعاته الجديدة مستقبلاً، فستظل آلاف النسخ منه هنا وهناك، وقابلة للتداول.

    الإنترنت في يوم وليلة ربما يخونك مثل ما فعل معي … الكتاب صديق لا يخون.


    [لكل الأحباء سُكان مدينة جدة المهتمين باقتناء كتاب مدوان أو ثورة الفن، تجدوه لدى جناح بوكتشينو في معرض جدة للكتاب].

  • لماذا يعتبر غداء العمل مهم؟

    إن كنت أحد موظفي القطاعات الخاصة؛ ربما ستستوعب أهمية وجبة «غداء العمل» وسط أيام الأسبوع. إلا إن كنت – مع احترامي الشديد – إنساناً غير متحمس وممل. وتفضل منذ العديد من سنوات العمل البقاء في المكتب فقط دون حراك أو دون إغراء نفسك بموضوع الغداء.

    وإن كان لسان حالك يقول أن لديك أسرة! … فبالتأكيد سأرد عليك أن الغداء المبكر (قبل الثانية ظهراً) لن يمنعك من تناول العشاء معهم. وإن أخبرتني أنك لا تتناول العشاء بدافع صحي، سأطلب منك أن تكف عن الملل وأن تتفضل بقراءة هذه المقالة. مع تشجيعك أيضاً بعدم الالتزام بالضرورة بوجبة الإفطار، والتي كان تسويقها أحد أكبر خرافات القرن الماضي.

    على كل حال، غداء العمل مهم بالنسبة لي لسببين: الأول أنه بمثابة استراحة سريعة تفصل بين العمل المهم والمحتاج إلى تركيز في الوقت الذي يسبقه، وبين العمل الأقل أهمية بعده. والثاني: أنه فرصة جيدة جداً للالتقاء بالأصدقاء الذين لا تسمح ظروفي الطَموحة (والمحاولة للإنضباط) بالالتقاء معهم معظم أوقات المساء وسط الأسبوع. لأنشر بذلك إعلاناً لم يعبرني فيه أحد: مفاده أنني متاح تقريباً كل يوم في وجبة الغداء وسط الأسبوع.

    عموماً، وجدت أن السببين المذكورة كافية ومحفزة للالتزام بمناسبة هذه الوجبة. وإن جربت، ستجدني – ربما – لا أمانع مصاحبتك وقت الغداء في وسط الأسبوع.

  • ساعة المنبه: ضد السنن الكونية

    لا يوجد مخلوق على هذه الأرض يستخدم المنبه للاستيقاظ، سوى الإنسان.

    طرح الدكتور ماثيو ووكر في كتابه Why We Sleep سؤالين يخصان النوم، يستطيع أي إنسان من خلال الإجابة عليها معرفة إن كان بالفعل يأخذ قسطه المستحق من النوم كل يوم، وهم:

    • عندما تستيقظ عادةً في الصباح؛ وحاولت أن تعود إلى النوم مرة أخرى خلال عشرة دقائق، هل ستتمكن من النوم؟ … إن كانت الإجابة: نعم، فهنا يمكنك التأكد أنك لم تأخذ قسطك الكافي في النوم.
    • إن ذهبت إلى عملك في الصباح، هل تحتاج إلى شرب قهوة أو شاي لكي تُصحصح وتركز قبل وقت الظهيرة؟ … إن كانت الإجابة أيضاً نعم، فإنك بالتأكيد لم تأخذ قسطك الكافي من النوم أيضاً.

    يرى د. ووكر (وغيره من المختصين) أن ساعة المنبه تعتبر مؤشراً مهم لكي يقيّم الإنسان نومه كل ليلة، فإن كان استيقاظ أحدنا يجب أن يكون مثلاً في تماما الساعة السادسة صباحاً وقد نام ليلتها الساعة التاسعة، فالنتيجة البديهية أنه على الأغلب سيستيقظ على الموعد أو قبلها دون منبه، لاكتفاء جسده تماماً من النوم.

    من أفضل الحالات الصحية للإنسان هي استمرارية استيقاظه من النوم دون منبه كل يوم (وهنا تتحقق أحد أحلامي الشخصية). فالسنن الكونية لا تتطلب وجود المنبه مع كل المخلوقات بشكل فطري كما ذكرنا. وعندما نعي هذا الأمر؛ قد نستهدف في حياتنا الوصول للمرحلة التي يجب أن يأخذ الجسم حاجته من النوم تماماً عوضاً عن تدخلات خارجية كالمنبه والكثير من القهوة، لنجابه بها حياتنا.

    يؤسفني القول أن موضوع النوم شديد التشعب والتعقيد، مما يقودني اليوم بالاكتفاء بالمعلومة المذكورة هنا فقط. ويؤسفني أكثر الاعتراف أنها أحد أهم التحديات التي أواجهها شخصياً. إلا أنني أضيف أحد أهم النقاط التي تحدث عنها د. ووكر في تعقيبه عن أهمية النوم لحياتنا عندما شرح بقوله: كان العلم سابقاً يقول: أن النوم هو العامود الثالث لصحة الإنسان بعد الأكل والرياضة، وبعد عملي وبحثي في هذا التخصص لأكثر من عشرين سنة، تأكدت أن ذلك ليس دقيقاً بما يكفي. بل أجد أن النوم هو القاعدة الأساسية للعامودين الآخرين، فإن لم يكن الأساس قوياً، فليس هناك داعٍ لتقوية الأعمدة.

زر الذهاب إلى الأعلى