الشهر: أغسطس 2018

  • الحفاضة والمسؤولية

    في رأيي الشخصي، إن حِس المسؤولية كمفهوم؛ يتجلى في أهمية تغيير حفاضة الطِفل في كل مرة يقرر ملأها. فإن لم يغيرها والداه (أو أي أحد منهم، تحت أي ظرف) فستظل ملتصقة في مؤخرة الطِفل المسكين ببساطة. مثلها مثل إطعامه إن جاع، وترفيهه إن ملل، وبالطبع تعليمه وتربيته، وتبني إحساس القلق حوله وحول مستقبله، إلى أن يأخذ الله عمر والديه.

    الرجولة -وإن كانت- عِماد الخُلق الفاضل كما قال المرحوم حمزة شحاته، فهي تزداد وتنقص حسب تقبّل الرجل لمسؤوليته وصبره عليها. فإن زاد الصبر على كل مسؤولية صغيرة أو كبيرة، كلما (يفترض) أن يزداد حِس الرجولة داخله توازيًا.

    وفيما يتعلق بالآباء، لعل الفطرة السليمة تحيطهم بالقلق والخوف والحب ومجموعة معقدة من المشاعر التي لا يفهمون تفسيرها تجاه أبنائهم، وهي ما تجعلهم قبل كل شيء مسؤولين عنهم، ويجوز القول هنا أن حِس المسؤولية ليس بالدرجة الأولى اختياري قدر ما هو فطري. وعندما نرى أحد الرجال يتخلى عن التربية، فهو يصارع فطرته أو ربما قد يعاني من شيء مرضي أو نفسي يمنعه عنها، مثل الذي اختار الموت دون أن يرتبط بإنسانة تحت أي غطاء في حياته!

     لا يريد أي أحدٍ مثلًا أن يشعر بالأسى على الفقير الذي تم إعطاءه صدقة صباح اليوم! لأن الصدقة لم تكن بدافع المسؤولية قدر الحرص على إحساس الرِضا وجزء بسيط في الداخل لسان حاله يقول «يا أخي فكنا بس!» أو «فكنّا من هذا الأكل/القطعة/الملابس الزائدة».

    إن كانت الرجولة (في مفهوم الرجال) تُقاس بالمسؤولية، فالمسؤولية تُقاس بالصبر على كل صغيرة وكبيرة من أمور الحياة، كتغيير حفاضة الطفل وتحمل رائحتها.. كل يوم!

  • أعيش يومي يومًا بيوم

    عندما طلبت منه رقم حسابه أجابني «أعتذر، لا أملك حساب مصرفي، فأنا أعيش يومي يومًا بيوم وأتعامل مع النقد منذ سبعين سنة، وفِي الحقيقة أنا مبسوط!». استوعبت وقتها أن السيد المذكور في القصة يعيش في عالم آخر لم أفهمه، يعيش في مدينة من أجمل مدن عالمنا العربي، لكن داخل عالمه الخاص واطمئنانه الخاص.

    يأبه ليومه وأبنائه الذين تخرجوا ويعملون في أفضل الأماكن، وما يشغله -ربما- حرصه على عدم مساس اطمئنانه أو تعكير صفوه.

    هل يستحق الاطمئنان الانشغال به؟

  • الفرق بين الأناقة والفشخرة

    «الرجل الأنيق في لباسه، هو ذلك الرجل الذي لم تلاحظ ماذا يلبس»

    – ويليام سومارسيت موقام

    ولكي أكون أكثر دقة، هنا اقتباسه باللغة الإنجليزية: “The well-dressed man is he whose clothes you never notice”

    أستوعب جيدًا أن هذا الموضوع قد يكون مستهلكًا ومعروف الجوانب للجميع قبل تفضل القارئ الكريم بالشروع وإكمال القراءة. وأعي تمامًا أن الأغلبية تستطيع التفرقة بين أناقة الأشخاص ومحاولتهم إبراز الفشخرة في مظهرهم ولباسهم ومقتنياتهم، أو حتى محاولتهم لإخبار الآخرين بفعاليات قد قاموا بها في مكانٍ ما في الكرة الأرضية، ولكن …

    كُنت أجلس في أحد مطاعم نيويورك قبل شهرين في نقاش عميق مع نادل المطعم عن أفضل قطعة ستيك يمكن لي أن أطلبها، وبعد الاستقرار على الطلب، بادرت سيدة أمريكية أنيقة كانت تبدو في نهاية الأربعينيات بسؤالي «هل استقريت على طلبك؟» وبعد إجابتي المقتضبة، أخبرتني أنني أتناول العشاء في أحد أفضل وأعرق مطاعم منهاتن، وليس هناك أي داعٍ للقلق، فكل الطلبات لذيذة هنا. مدت يدها لتصافحني وتعرفني بإسمها ولتشرع بعدها معي في دردشة سريعة، أنهتها بدفع فاتورتها وتمنت لي طيب الإقامة وعشاءً لذيذ. شاهدي أن السيدة الكريمة كانت تعمل بوظيفة Men Stylist أو بمعنى آخر «فاشيونيستا للرجال».

    عرّفت عملها بتفصيل أكثر: «مهمتي أن أجعل الرجال أيًا كانت أعمارهم وأعمالهم، يبدون أكثر أناقة من ذي قبل» وأضافت: «أحاول أن أجعل حياتهم أجمل بشكلِ ما». تتلخص مهمة السيدة الكريمة باختصار بأخذ قياسات الرجل الذي يوظفها، وفهم ارتياحه للألوان والملابس المعينة، لتنطلق بعدها بالتسوق وتفصيل البدل له، تأخذ أتعابها بعدها مقابل هذا المجهود، وانتهى الأمر. بطبيعة الحال لا يستطيع أي رجل توظيف هذه السيدة إلا إن كان من طبقة معينة يحتاج لها في حياته، لأنه إنسان مشغول وقد لا يكون مهتمًا كثيرًا بالانشغال في اختيار لباسه وشكله على الدوام، ليحسم هذه المعضلة وجود مثل هذه السيدة في هذا الكون، يقوم بتوظيفها مقابل توفير الوقت والجهد على نفسه. وهي الأخرى، تستمتع بعملها، ولا تعتبره بأي شكل كمضيعة للوقت.

    وظيفة هذه السيدة الكريمة، موجودة منذ وقت طويل، فيعمل «مستشاري اللباس» أمثالها في قطاعات وأعمال مختلفة، منهم من يساعد المصمم لإلباس العارضين، ومنهم من يساعد المخرج في لباس الممثلين، ومنهم من يكتفي بالتركيز على الفئات التي تملك المال ولا تفضل تضييع وقتها كما في حالتنا التي ذكرتها. وفي الحقيقة، أول ما اخبرتني عن مهنتها، قمت لا شعوريًا بالنظر إلى لباسي (المتواضع وقتها نسبيًا) والذي كان عبارة عن جينز وقميص أزرق وحذاء آديداس. لتلاحظ وتعلق مباشرًة «أرجوك لا تفعل ذلك، تبدو مهندمًا! … لا يوجد عيب حقيقي واضح» ووجهة نظرها السريعة هذه تحاكي الاقتباس الذي ذكرته في بداية المقالة، لآخذ أهم درس تعلمته في عالم الأناقة على جميع الأصعدة وهو «ألا يظهر خطأ أو شذوذ واضح في المظهر العام» هذا هو تعريف الأناقة ببساطة.

    تحولت وظيفة هذه السيدة الكريمة في تأثيرها للكثيرين من مجتمعنا من غير أصحاب الاختصاص. فأصبحت الساحة تطفح بـ«الفاشيونيستات» الذين قد يستهدفون بشكل غير واعي مراهقات ومراهقين، وأشخاص بسيطين مثلي، يحاولن إقناعهم بنمط حياة ولباس ومظهر بالغ الصعوبة ومرهق عليهم وعلى آبائهم. أو كما قالت إبنة أختي الهادئة «أنا الأم والسيدة والمسؤولة المشغولة في حياتي، أصبحت أتأثر كثيرًا من هندامهم ومكياجهم ولباسهم الفخم والمتغير طيلة الوقت، فما بالك بأختي الصغرى!»، وقد انتقل مفهوم التأنق لمستوى جديد (شاطح) يستهدف أشخاص غير مناسبين، في أوقات وظروف قد لا تكون مناسبة. والأهم، إشغال العقل عمّا لا يفترض الانشغال به (مثل تخطيط وإدّخار إحدى الفتيات لشراء شنطة أو حذاء ما، كانت تلبسه صديقة أو فاشينويستا ما)، وهذا الأمر لا يمكن مع الأسف إنكار وضوحه، وظاهرته التي تتوغل.

    أتذكر عندما كُنت في المرحلة الابتدائية، عندما قام بزيارتي أحد الأصدقاء العزيزين في حفلة عيد ميلادي، والذي تأنقت فيها وقام أهلي بتنسيق صالة الجلوس والألعاب استعدادًا لهذه المناسبة الخاصة. حيث صُدمت وأنا في ذلك السن الصغير بأن صديقي قد أتى مرتديًا شورت وتي شيرت (أقرب ما يكون للباس بيت أو البيجامة). وبالفعل كان منظره العام شاذًا تمامًا، وربما اعتقد الولد (أو أهله) أنها زيارة عادية لي، لا تحتاج للتأنق لها. على كل حال، أتاني إحساس غريب قليلًا! … وهنا نأتي للذكر بأن حرص معظم الرجال على ارتداء الشماغ والعقال في العزآت والأفراح وبقية المناسبات هو إعطاء صاحب المناسبة الشعور بأخذنا لجدية هذا الحدث، وليس لإبراز شيء ما أو محاولة الحصول على مكانة إضافية عن الآخرين. وكذلك دون شك، هذا ما يحدث لدى مجتمع السيدات. ولكل مقامٍ مقال.

    وفيما يتعلق بمفهوم الأناقة، علقت الآنسة مجدولين على تساؤلي عن الفرق: «الشياكة والأناقة أمر حضاري، وهو مهم وجميل، وهي تعطي إيحاءً بالذوق الشخصي والمزاج العام. أما الفشخرة، فهي صراع داخلي مستمر مع الآخر، يحاول الإنسان من خلاله أن يبرز تفوقه لإثبات شيء (غير واضح)» وهو رأي لطيف أتفق معه إلى حدٍ كبير.

    المظهر العام الذي يصاحب نسبة كبيرة من زوار مقهى «لو فوكيت» في باريس و«هارودز» في لندن، و«إستينيا بارك» في تركيا مؤخرًا. ليس أناقة. إنما محاولة صريحة للترزز وكفش ما يمكن كفشه من عيون الآخرين. فمن السهل أن تجد آنسة كريمة تحمل قليلًا من الوزن الزائد في جسدها ترتدي جميع الماركات الفخمة من رأسها لأخمص قدميها، مرورًا بفستان شديد الضيق فضلت لبسه لأنه من ماركة «فيندي» عن لباس أكثر ملاءمة لمكان عام عادي ولجسدها. ظاهرة الفشخرة ومحاولة إبراز العلامات التجارية ظاهرة قديمة كما قالت السيدة الكريمة هتون قاضي. إلا أن محركها بالتأكيد مختلف تمامًا عن محرك الأناقة الذي تحدثت عنه (عدم إظهار مظهر شاذ أو عيب واضح). الفشخرة باختصار محاولة إثبات الذات، وإخبار الآخرين أننا رائعين ونستحق التقدير لأننا استطعنا الحصول على ماركات معينة لا يستطيع البقية الحصول عليها (وقد تحدثت في هذا الأمر بالتفصيل في كتابي الأخير «وهم الإنجاز: كيف يتحرك العامة وماذا يحفزهم»)

    من وجهة نظري، عندما يحرص شخص ما على التأنق -غير المبالغ فيه- أو حلاقة ذقنه وتهذيب شعره بشكل يومي، فهو يعطي انطباعًا بأخذه لهذه الحياة بشكل أكثر جدية واستعداد، ويقابل يومه وهو Fresh   أكثر من الإخوة البوهيمين مثلًا. ولكن نقطتي الأهم والتي أختم بها هذه المقالة تتناول زاوية أخرى وهي: أن الإنسان جُبل على البحث عن المكانة والتقدير من الآخرين، وهو أمر لا يستطيع معظمنا (وأنا أولهم) تناسيه في الطبع الإنساني. ومشكلة مفهوم الفشخرة أنها أصبحت وسيلة وطريق مختصر لنيل هذه المكانة. فالإنسان يملك طريقتين لأخذ التقدير والاهتمام من عيون الآخرين وهي: إمّا عمل أو إنجاز صعب أو سلوك مهذب مستمر. وإما بطُرق مختصرة أخرى (مثل الفشخرة) لا تحتاج إلا للمال.

  • الرجُل المشتت والمرأة المُركِزة

     تعقيبًا على مقالتي الأخيرة (من هي المرأة صاحبة الضمير الصاحي؟) ربما لا يحق لي إبداء الاستغراب إن قلت أن هناك العديد من الرسائل التي شرفتني وطلبت استكمال تعليقي الشخصي وقراءتي حول رأي السيد الكريم (الكاتب الساخر) عمر طاهر عن المرأة صاحبة الضمير؛ فأنا لم أتوقع تفاعل فضولنا للدرجة التي تجعل الكثير من الأصدقاء مشكورين جزيل الشكر، بالتفضل بحمل جوالاتهم وكتابة رسالة لي طالبين معرفة رأيي الذي قد لا يقدم أو يؤخر عن مرأة صاحبة ضمير! وفي الحقيقة ومع الأسف، أنني بالفعل نسيت ما هو تعليقي الذي رسمته على رأيه الذي اقتبسته. ربما لأنني انشغلت وقتها بالأخ الكريم الذي كان يجلس خلفي، وربما لأنني انشغلت بعدها في أمور أُخرى في إجازتي/سفرتي السنوية، والتي استدعت بعض الانتباه. وربما لأن تعليقي لم يكن مثيرًا بما يكفي لي شخصيًا بقدر الاقتباس نفسه. عمومًا تأتي الأمور المهمة دومًا لحدِنا في وقتها المناسب.

    ندخل في موضوع اليوم (بعد المقدمة التالية) …

    أسعى مؤخرًا للتركيز على إبداء رأيي الشخصي -عندما أكتب- بطريقة فكاهية حول الكثير من المواضيع الجدية، وأعتبر هذا الأمر فيه نوع من الهروب عن دعم ما أكتبه بمصادر علمية أو موثوقة والتي لا أتنازل عنها أبدًا في كتابة الكُتب، أو ربما كان هذا الأمر نوع من الكسل في رغبتي بعدم التبحر وفرط السبحة على مقالة فيها بضعة مئات من الكلمات، ولذا أحاول أن أستبدل الجدية القصوى بنوع جديد استهواني (على الأخر) من الكتابة، وهي الكتابة الساخرة، والتي أظهرت إعجابي الشديد بمفهومها. ولا أُخفي نيتي الجدية باحترافها. فلا يوجد شيء جدي مثل السخرية قد يتحدث عن الحقيقة وما يراه الإنسان في نفسه وفي هذه الحياة، ولا يوجد -من وجهة نظري- في أحيان كثيرة شيء مثل السخرية أكثر عمقًا لقراءة الحياة والناس. أو كما قال جان راسين «الحياة كوميدية لمن يفكر، ومأساوية لمن يشعُر»، وأرغب بكل وِد أن أكون مع أصحاب الفِكر، وبالتأكيد لا أريد أن أكون مثل أصحاب الخواطر (الطافحين) في المكتبات وصفحات التواصل.

    يُصاب معظم الرجال بتشتت كبير قبل أي محاولات ارتباط، يقفون أمام أنفسهم ويسألوا الأسئلة التالية «هل أستطيع التعاطي مع المسؤوليات؟ هل أستطيع أن أتعامل مع مخلوقات صغيرة في حياتي؟ هل أستطيع تحمل أي نفقات غير متوقعة وغير مقتنع بها أصلًًا؟ هل أستطيع أن أكمل حياتي بمستوى حرية أقل (أو دون حرية لأسوأ الظروف)؟ ماذا عن السفر؟ جلسات الأصدقاء؟» وغيرها الكثير من الأسئلة، وطبعًا، أتحدث هنا عن الرجال الواعيين، دون ذِكر محركات الارتباط غير المُعلنة (والتي يفهمها القارئ اللبيب). ودون إعطاء الاعتبار للضغوط الأخرى مثل العمر والوالدين وغيرها من أوجاع الرأس.

    وبمجرد استكمال كل أو الجزء الأكبر من هذه الأسئلة في بال الرجل، أستطيع الادعاء بأنه سيكون أكثر استعدادًا للارتباط أو لخوض مغامرة عاطفية بوعي أكبر من الرجل العادي. ما يحصل بعدها أن الرجل يكتشف بأن كل هذه المخاوف والأسئلة أمور يستطيع التعاطي معها وتصبح جزءًا لا يتجزأ من حياته، وتتحول من مخاوف وقلق لروتين اعتيادي.

    ما هي النتيجة إذًا؟ … يتحول إلى إنسان أقرب إلى الطفل (ولا أريد أن أقول البهيمة) ذو متطلبات واضحة وصريحة ومعروفة لاستكمال بقية حياته: أكل، نوم، جنس، تركه في حاله، المزيد من التركيز لجلب المال … وأطفال. وكلما زادت هذه «الماديات» في حياته، كلما زادت احتمالية سعادته. والمرعب هنا، أن طلبات الرجل تظل واضحة في ارتباطه ومعروفة حتى وفاته. وأي مساس فيها يعد مساسًا في تكوينه، يستطيع استكمال حياته بهدوء ودون منغصات جذرية في حياته مهما زادت المصائب عليها إن توفرت هذه الماديات.

    يُصيب هذا الوضوح المرأة بحالة معاكسة أحيانًا. فهي إن كانت مُركِزة .. فهي مركزة قبل الارتباط في فكرة الارتباط فقط!

    ومع الأسف، تُصاب الكثير من الآنسات بحالة من عدم الرضا الذاتي مع تقدم العمر إن نقصها «الارتباط» في المعادلة، حتى وإن اكتملت كل جوانب حياتها الباقية. في حين أن الرجل لا يأبه كثيرًا بمسألة العمر والارتباط بإنسانة واحدة قبل الارتباط. تتحول الآنسة إلى إنسانة مشتتة قليلًا بعد ارتباطها (بأي ثمن مع أي شخص) وتسأل نفسها: «هل كان بالفعل هذا الأمر يستحق كل هذا العناء؟ ماذا بعد الارتباط؟ هل هو هذا الشخص المناسب بالفعل؟ ماذا عن المستقبل المهني؟» وغيرها من الأسئلة الأخرى، طبعًا في الحالات التي لا تستسلم فيها لحياتها الجديدة بعد الارتباط.

    وأعتقد جديًا أن الآنسات لا يأبهون كثيرًا بكل المحركات المادية والمعلنة وغير المعلنة في حياتهم بقدر تركيزهم المعروف على أمرين لا ثالث لهما: الاستقرار العاطفي والأمومة. وهي آخر اهتمامات الرجل الذي يبحث عن غطاء لسيفه.

    ودون أي افتآت خارج الصندوق، ربما أجد أن البحث للجنسين قبل التركيز وبعده يجب أن يتركز على السلوك وليس المشاعر، فإن كان سلوك أحد الأطراف مقبولًا لدى الآخر بشكل قوي، فإن كل أمرٍ آخر سيكون بسيطًا بعدها. المشاعر تتغير، ويذهب البحر بزبده في العلاقة، ويبقى الأصل.. الأصل هو السلوك.

     

     

زر الذهاب إلى الأعلى