الشهر: نوفمبر 2021

  • طوبة طوبة

    «توقف عن التفكير في الجدار اللعين!» قال والده «لا يوجد جدار. لا يوجد سوى الطوب أمامك. مهمتك هي وضع هذا الطوب بشكل مثالي. ثم ننتقل إلى الطوبة التالية. قم بوضع هذا الطوب بشكل مثالي. ثم التي تليها.. ثم التي تليها. لا تقلق بشأن عدم وجود جدار. همك الوحيد هو لبنة واحدة».

    يحكي ويل سميث قصة الجدار الذي انشغل في بنائه في منزلهم مع أخيه عندما كانوا صِغارًا. لم يكن اختياريًا، بل كان إجبارًا من أبيهم الذي أقحمهم في هذه المهمة الصعبة التي تتطلب الكثير من الوقت والصبر والجهد المضني.

    «عندما ركزت على الجدار، شعرت بأن المهمة مستحيلة. لا تنتهي. لكن عندما ركزت على الطوبة الواحدة، أصبح كل شيء سهلاً – كنت أعرف أنه يمكنني وضع لبنة واحدة جيدًا؛ ومع مرور الأسابيع، تصاعدت الأحجار، وأصبح الفراغ المتبقي أصغر قليلاً. بدأت أرى أن الفرق بين المهمة التي تبدو مستحيلة والمهمة التي تبدو قابلة للتنفيذ؛ هي مجرد مسألة نظرة للأمور. بغض النظر عما تمر به، هناك دائمًا طوبة أخرى تجلس أمامك مباشرة، تنتظر وضعها. السؤال الوحيد هو، هل ستنهض وتضعها في مكانها؟».

  • الكاتب والكتاب لا قيمة لهم..

    .. دون وجود من يقرأ، ويتداول ويؤمن أو يناقش ما كُتِب.

    المشكلة عندما يظن الكاتب أنه تفضّل على الآخرين بمحتواه. وينسى أن القارئ تفضّل عليه باهتمامه.

    وإن توقف قليلًا وفكّر سيعي أن كل جهوده لا قيمة لها إن لم يكن هناك مُستقبِلًا لها.

    ولذلك دومًا ما أحاول التذكّر والتذكير: بأن الكاتب والكتاب والكتابة لا قيمة لهم دون من يقرأ.

    إن اتصلت بأحد أصدقاءك العزيزين وطلبت منه أن يقضي معك ثلاث ساعات ليومين قادمة، ستستشعر صعوبة رده لوجود التزامات أخرى تُزاحم أولوياته. وهنا لنتخيل آلاف القراء الذين صرفوا ساعات عديدة اقتطعوها من وقت أهليهم والتزاماتهم لكي يقرؤوا مقالاتك أو كتابك.. أو أن يسمعوا أغنيتك أو يتذوقون طبختك الجديدة على القائمة! من فيهم بصدق يستحق الشُكر؟

    لا أقول بعضًا من التواضع.. بل أقول بعضًا من الواقعية؛ قد تضعك في مكانك الصحيح.

    فنك لا شيء دونهم!

    كان الله في عون الجميع.

  • كيف يتحول الإنسان إلى وحش؟

    فارلام شلاموف شاعرًا أمضى خمسة عشر عامًا في سجن «الجولاج». كتب ذات مرة كيف يمكن للناس العاديين أن ينهاروا تحت الضغط والتقلّب:

    «خذ شخصًا صالحًا وصادقًا ومحبًا وجرده من الضروريات الأساسية وستحصل قريبًا على وحش لا يمكن التعرف عليه؛ سيفعل أي شيء للبقاء على قيد الحياة في ظل الضغوط الشديدة»، وأضاف: «يصبح الرجل وحشًا في ثلاثة أسابيع من الضغط».

    «… إن هذا هو السبب الحقيقي يكشف بأن التاريخ مليء بالعديد من الأعمال التي لا توصف. لا يتطلب الأمر الكثير من الضغط لكي يتخلى الناس عن معتقداتهم الراسخة ويقولون «حسنًا، دعنا نختار اتجاهًا آخر» لذلك فأنت لا تعرف أبدًا ما يستطيع الناس تصديقه أو فعله حتى يتم حصرهم في الزاوية».

    هكذا بسرعة، يتحول نفس الأشخاص المحبين الصادقين لأشخاص آخرين عندما نضعهم في ضغط زائد قليلًا. لا ينطبق هذا الأمر على الأشخاص فقط، بل على سلوك العامة والقياديين، بل وحتى أقوى المؤثرين.

    يُشير في إحدى حلقات مسلسل «ناركوس» الضابط ستيڤ مورفي الذي أشرف مع زميله الضابط خافيير بينا على القضاء على تاجر المخدرات الشهير إسكوبار حال الثروة التي تتحول من حجم كبير شديد الصعوبة في الحصر إلى زوال تام، بأنها تتآكل قليلًا في البداية بسبب خللٍ ما لم يستطع صاحب الثروة بالسيطرة عليه، ثم تحترق مثل الرماد!

    لماذا؟ لأن نفس الإنسان الذي استخدم عقله لتنميتها، لم يعد هو نفس الإنسان الذي تحول إلى كتلة فوضى عاطفية تحاول إخماد النيران في كل حدب وصوب حتى تأكل كل شيء.

    عندما يتابع الإنسان حال من يفقد احتياجاته الأساسية (أو ما يعتقد أنها حاجاته الأساسية) قد يستغرب نسبة اختلاف التصرفات، يتم الحُكم عليه ولا يصبح الانطباع حول العاقل عاقلًا. هذا ما جعل نابليون بونابارت يؤمن باعتقاده أن العبقرية العسكرية لا تخرج عن كونها «رجل يمكنه فعل الأمور العادية، ​​عندما يصاب كل من حوله بالجنون».

    إن ما يقوله بونابارت بلغة أخرى هو أمر غاية في البداهة؛ بأن يكون الشخص نفسه قبل وأثناء الأزمات والضغوط الاستثنائية، أن يتسلّح بالتعقل في الوقت الذي يدفعه من حوله للتحول إلى وحش أو إنسان شديد الحساسية عاطفيًا.

    في عالم الاستثمار مثلًا هناك قول مأثور للمستثمر الشهير وورن بافيت «كن جشعًا عندما يكون الآخرين خائفين، وكن خائفًا عندما يكون الآخرين جشعين» أو بلغة أخرى «كن طبيعيًا عندما يصاب كل من حولك بالجنون». إلا أن هذا القول بطبيعة الحال أسهل من الفِعل، لا سيما إن اقترن بوجود أشخاص آخرين حولنا من السهل عليهم ألا يتسلحوا بالتعقّل، فتأتي بعض الاقتراحات المجنونة في غير وقتها.

    عندما يراجع الإنسان أسوء قرارته المالية أو الحياتية سيلاحظ بلا شك بأن نفسيته وقت القرار لم تكن نفسها أثناءه، وهنا ربما يستدعي الأمر قليلًا من التريث والابتعاد عن أحداث القرار، واستشارة من لا تربطهم أي جوانب عاطفية للظروف.. (لا نستشير الوالدين أو الأصدقاء المقرّبين في قرارات علاقاتنا وقت الأحداث السلبية، ولا نستشير الأبناء في الأزمات المالية، ولا نستشير زملاء العمل المقرّبين في القرارات المهنية الصعبة) بل نبحث عن البعيدين العاقلين إن وجدوا.

    فهم الفرق بين حالتي الإنسان قبل التوحش وبعدها هو لفتة النظر الأولى هنا. لفتة النظر الثانية من واجب القارئ الكريم.

    كان الله في عون الجميع.

  • الصيانة: خيارات مالية أفضل؟

    اكتشفت أن هناك في كل مدينة محلات صيانة مخصصة للأحذية -أعزّكم الله- تعود بها كالجديدة.. حرفيًا، خصوصًا الأحذية الرياضية البيضاء، وبعض أنواع الأحذية الغالية. إن تعاملت معها ستكتشف أن قرار شراء أحذية جديدة ربما يستحق التمهّل.

    اقتناء الحقائب المستخدمة ليست عيب، خصوصًا إن كانت بحالة جيدة، وإن صدف وكان ظاهر عليها الاستهلاك، فقد يستحق الأمر مراجعة الفقرة السابقة.

    شراء سيارة جديدة أمرٌ حماسي. لكن يظل هناك خيار (يقوم به الأمريكيين دائمًا) وهو إعادة بناء السيارة المملوكة من جديد عبر تغيير قطع الغيار وعمل صيانات جذرية بعد تجاوز استخدام السيارة لسنتها الرابعة. الحِسبة هنا: سنتين إضافية مع صرف عشرة بالمئة (من قيمة سيارة جديدة) على صيانة شاملة يظل خيارًا لا بأس به في المقارنة مع الالتزام بأقساط سيارة جديدة كليًا. على ألا تتجاوز السيارة استخدامًا لأكثر من ثمان سنوات لاعتبارات تخص الحماية.

    الحقيقة المحرجة الوحيدة هنا هي مراجعة أشكالنا أمام الآخرين ونحن نقوم بالحفاظ على ما نملك لوقتٍ أطول قليلًا؛ فإن كنا نهتم بذلك أكثر من اهتمامنا بالالتزامات المالية الجديدة، فخيار شراء أشياء جديدة تظل هي الحل.

    وإن قررنا الحفاظ دون الاكتراث كثيرًا بأشكالنا أمام الآخرين.. فلن يلاحظ أحدٌ على أيٍ حال أننا قمنا بعمل صيانات جذرية لمقتنياتنا.

  • شبه اقتراحات: كيف تكسب قلب رجل؟

    • أثِر موضوعًا تعرف أن احتمالية اختلافه معك عالية، ثم اعطه فرصة كي يقنعك.
    • اجعله يقود ٨٠٪ من الكلام.
    • تحدث عن الأمور التي تخصه ولا يريد أحدٌ في العادة التحدث عنها (أبناءه، هواياته، ما ينقصه في هذه الحياة إلخ.)
    • أنصت لوقتٍ طويل دون أن تُشعره أنك في مقابلة شخصية من كثرة الأسئلة؛ استمر في تحريك رأسك موافقًا لما يقوله، اعطِ تعليقات مقتضبة تساعده على استكمال الكلام؛ ليتأكد أنك منصت.
    • أشعره أن نقاط ضعفه طبيعية.
    • لو كنت مهتمًا لأمره جدًا.. ادعوه للغداء (دون تملّق).
    • ساعده أكثر مما يساعدك.
    • ساعده بالأفعال.

    هذه بعض الاستلهامات من كتاب «قوانين الطبيعة البشرية» لروبرت جرين.

    تكون أكثر فعالية مع الرجال الجُدد. يمكن لكلا الجنسين استخدامها.

زر الذهاب إلى الأعلى