الشهر: أكتوبر 2022

  • أهداف نُنكِر أنها أهداف

    من المفارقات الغريبة في هذا العالم هذه الأيام، ما قرأته في النص التالي حول الحرب الروسية الأوكرانية:

    «يتزوجون بعض الفتيات المحليات من رجل VDV (جزء من الجيش) واحدًا تلو الآخر، لأنهم يموتون بسرعة كافية بحيث يمكنك الحصول على عدة تعويضات في غضون بضعة أشهر.» المصدر.

    أعتقد أن الأهداف عند كل الناس دائمًا واضحة. الاختلاف يكمن في كيفية التعامل معها:

    بعضها نكتفي بوجوده داخل رؤوسنا؛ نحاول تحقيقها بصمت.

    وأخرى نعلنها ونقف على تحقيقها أمام الجميع.

    وأهداف نُنكِر أنها ضمن الأهداف.

  • لفة جديدة على بعض الأفكار القديمة

    • معظم ما يسميه الناس «قناعة» هو تجاهل متعمد للمعلومات الجديدة التي قد تجعلهم يغيرون رأيهم. هذا عندما تصبح المعتقدات خطيرة. كما يقول مورجان هوسل، أو: يميل الناس إلى قبول الآراء التي تتناسب مع راحتهم النفسية أكثر من ميلهم للآراء التي قد تقنع عقولهم.
    • إن كانت القيمة الجوهرية للحياة هي العبادة (لنا كمسلمين) فالقيمة الجوهرية مقابل المال هي «المزيد من الوقت»، فلا قيمة للكثير من المال عند الإنسان دون وقت يستطيع السيطرة عليه.
    • الثقة هي شكل من أشكال الأعباء. تأتي المسؤولية مقابل الثقة وقبلها الحرية، لا يعملون كلهم دون أحدهم في أي شكل من أشكال العلاقات.
    • التوقعات كلما زادت، زادت خيبات الأمل. الأمر بسيط، تخفيف التوقعات والإبقاء على سقف العواطف الجيّاشة منخفضًا هو السبيل الأسهل لبر الأمان النفسي، في العلاقات والأعمال.. والمطاعم الجديدة.
    • «غالبًا ما يكون طلب المزيد من المعلومات مجرد شكل من أشكال التسويف». – روس روبرتس. هذا الكلام صحيح؛ ليس فقط في الحياة العادية، بل أحيانًا في طموحاتنا تجاه الشهادات العليا. وكثيرًا في الفنون.
    • تعليم الآخرين المنتظم شكل من أشكال التسويف أيضًا (عندما يكون المعلم صغيرًا، وعندما يقرر الاستسلام من تأدية العمل الحقيقي). ولذا عادة ما يكون تعليم الكاتب بشكلٍ منتظم للكتابة شكل من أشكال الكسل. مثلما يولد الكثير من مدربي ريادة الأعمال الذين لا يملكون ريادة أعمال.
    • «لا يمكنك أن تحصل على طفل في شهر بجعل تسعة نساء حوامل» كما يقول وورن بافيت. وهذه المعلومة البديهية لا يقبلها كل من يحاول الحصول على أقصى قدر من المكاسب في أسرع وقت. الصبر هو أغلى مفتاح للحصول على نتائج. في الحياة والعمل.. والاستثمار والصحة.

     

     

  • الذوق الرفيع عند النساء

    هناك هدفٌ محدد عند اختيار كل قطعة تلبسها الآنسة خلال يومها.

    وعندما كانت تحرِص ماري أنطوانيت (١٧٥٥١٧٩٣م) على أقصى درجات الزينة والتأنق في ظهورها اليومي للعامة، مع وقوفها أمام الرسّام ليرسم صورتها وهي ترتدي وتُظهر أعلى مستوى يمكن أن تصل إليه المرأة الفرنسية من التأنق، لم يكن دافعها (مثل بقية النساء من النفس الطبقة ذلك الوقت) إظهار الذوق الرفيع مجرّدًا؛ بل كان إظهار امتلاكها للسُلطة والقوة والثراء

    هذا الدافع الهش (كما يشير دو بوتون) نبع من عدم إحساسها بالأمان في الاحتفاظ بالمنصب. لتظل في ازدياد هوسي في التأنق ومحاولة ارسال رسالة للجميع مفادها «لا أحد مثلي.. أنا هنا صاحبة السُلطة، وهيئتي هي الدليل» في الوقت الذي كان يُمنع على الخدم والعامة ارتداء زيٍ مشابه لما ترتديه ملكتهم، التي انتهت حياتها بشكلٍ مأساوي بالإعدام، وهي ذات التسع وثلاثون عامًا.

    في نفس الصدد، يعتقد باحثي كتاب «حياة أبسط، مدرسة الحياة» أن ذوقنا العام في اللباس تعبيرٌ خفي عمّا نتوق إليه في حياتنا. عندما نحرص على ارتداء «الأغلى» فإننا نتوق إلى الثراء، وعندما نرتدي «الأبسط» فإننا نتوق إلى الحصول على المزيد من البساطة.

    وقد نحصل على رسالتين عند مشاهدتنا لأثرياء السيليكون ڤالي، وهم يرتدون تي شيرتًا بسيط مع جينز وحذاء رياضي، أولها: «أنتم تعلمون إننا نستطيع أن نلبس أغلى الأشياء، ولكننا نفضّل أن نختار البساطة (والتواضع) لأننا اعتدنا كثرة المال، ونحن الآن نتوق إلى ما نفتقدهوثانيها: «إننا في الواقع قد نحرص على التقدير من خلال تقدير أعمالنا، دون الاكتراث لهيئتنا

    تأتي المفارقة العجيبة، حينما حاولت كوكو شانيل (١٨٨٣١٩٧١م) من خلال تصاميمها؛ التمرُّد على الإرث الذي تركه مجتمعها، من خلال ابتكارها للبنطال والفستان الأسود الشهير والمُريح للنساء، عوضًا عن الفساتين المنفوشة غالية التكلفة. كانت تحاول التملُّص من الصورة النمطية حول إرث شكل المرأة الأوروبية، من خلال تصاميمها البسيطة والجريئة وذات التكلفة المنخفضة، أو كما وصفتها مجلة  ڤوگ عام ١٩٢٦م «كانت شانيل تبحث عن زي موحد للنساء صاحبات الذوق الرفيع».

    شانيل اختارت هذا التوجه البسيط، قليل التكلفة، ليُغرم المجتمع النسائي بها، ويزداد الطلب عليها وعلى جُرأتها لتتحول إلى أيقونة الموضة الأشهر بعدها، ليدفع هذا الطلب بها وتصبح حكرًا على الأغنياء دون غيرهم في الزمن الحالي.

    تمامًا كما يتحول مطعم شعبي في مدينة ما إلى مطعم فاخر بعد غرام الأثرياء في أكله، ليصبح غير قادر على استقبال ضيوفهم الأساسيين.

    ومثل هذه الأيام.. عندما تُقرر السيدة شراء قطعة من محلها المفضل، فهي تشتري ربما (كما يقولون باحثي مدرسة الحياة) ما تتوق إلى إظهاره للعامة، إما البساطة أو السُلطة. جنبًا إلى جنب مع الذوق الرفيع.

     

  • لا تقابل أحدًا في الصباح

    بصراحة لم أعرف كيف أُنعِّمها، ولذا سأقولها كما هي: لا تقابل أحدًا في الصباح.

    الفترة الأنشط في يومك لا يفترض أن تضيع مع أحد، أو مع أي شيء لا يحتاج إلى تركيز. الإفطار خارج المنزل من المحرّمات لدي منذ زمنٍ طويل، إلا في حالات نادرة، أو نهايات الأسبوع. قد يبدو هذا الأمر فيه نوع من التطرف، إلا أنه (من تجربة) سيقودك إلى إهدار ذهنٍ وطاقة كبيرة كنت بحاجة لها. أو كما يقولون «الساعات الأولى إن ضاعت، ستظل تبحث عنها طيلة اليوم».

    الاجتماعات بعد الظهر..

    اللقاءات الاجتماعية فترة المساء..

    كل شيء آخر بعد ساعات الصباح الأولى..

    الصباح الباكر مُخصص لما تريده بشدة.

    بقية العالم ستكون متاحًا لهم كل الوقت، ما عدا الصباح الباكر.

    لا تقابل أحدًا في الصباح.

    لا تؤدي أعمالًا ليست ضرورية في الصباح.

    في الصباح نفطر سوية؟ لا.. نشرب القهوة سوية؟ لا.. مكالمة مطولة؟ لا.. نجتمع؟ لا..

    إن كان هناك أمرٌ آخر بديل.. قد يكون بقاؤك مع نفسك دون شيء هو الأمر الذي يستحق.

    لا تقابل أحدًا في الصباح.

زر الذهاب إلى الأعلى