الشهر: نوفمبر 2023

  • لا تنظر إلى الخارج قبل النظر لما بين يديك

    لا يستطيع أحد معرفة ما تمر به. كما لا تستطيع التأكد مما يظهره لك.

    لا يمكنك الوقوف عند كل عقبة لتقارنها مع أفضل ما تراه. لا شيء يكتمل دون نواقص. ولا شيء أفضل مما كان يجب أن تكون. النقاط ترتبط عندما تنظر إليها من المستقبل، ومستقبلك الأفضل يتشكّل برضاك عمّا تمر به.

    لا تنظر إلى الخارج قبل النظر لما بين يديك. في النِعَم والنِقم.

  • سرعتك مرتبطة بمن هم حولك

    يقول سيث جودين: «ترتبط سرعة تحرّكنا للأمام، ارتباطًا مباشرًا بسرعة الأشخاص من حولنا.» وإن فكّرت في هذا الأمر ستجده صحيحًا إلى حدٍ كبير. الابتعاد أو إبعاد غير القادرين على الانسجام مع السرعة والحركة والهدف (في الحياة الاجتماعية والعملية) مطلب مهم لكيلا تتعطّل.

  • عن الاستمرار في البقاء داخل الحلَبة

    تناولت الغداء مع أحد الأصدقاء وسألني سؤال أعرف إجابته مسبقًا إلا إنني لم أفكر بالحديث عنه، وهو: عن الفرق بين «الكتابة» (Writing) وبين «كتابة المذكّرات» (Journaling)؟

    ووجدت أن إجابتي المباشرة كانت في وصف «كتابة المذكّرات» إنها «ما لا يظهر للآخرين».

    في الحقيقة، نادرًا ما أقوم بتدوين المذكّرات بيني وبين نفسي. وبالطبع لا أملك شيئًا ضد هذا الفِعل. ولا أعرف السبب الحقيقي الذي يجعلني أعتبر أن مدونتي (أو صفحتي الشخصية) التي أنشر من خلالها المقالات بمثابة المذكّرات؛ وإن كان الآخرين يقرؤونها. إلا إنها على كل حال أجدها مذكّرات لتوثيق الأفكار والمشاعر، أكثر من كونها فضفضة عاطفية شخصية.

    «على الرغم من أن الدخول إلى الحلبة قد يكون أمرًا سهلاً، إلا أن البقاء هناك لفترة طويلة أمر صعب. ونحن الروائيون ندرك ذلك بالطبع. ليس من الصعب كتابة رواية، وربما حتى اثنتين. لكن الاستمرار في الإنتاج والعيش على ما نكتبه والبقاء على قيد الحياة شيء آخر تمامًا».

    – موراكامي، هاروكي. الروائي كمهنة (ص7).

    ما قاله موراكامي دقيق. فالممارسة – اليومية في حالتنا – تُعتبر شكل من أشكال الاستمرار الذي يبحث الإنسان فيه عن حلبة يتصارع فيها مع نفسه. وأكبر تحدٍ لا يخرج عن القدرة على الاستمرار. وفي كلا الحالتين المذكورة بداية.. البقاء على الكتابة هو ما يجعل الأفكار على قيد الحياة.

    لا أستطيع أن أنصح القارئ الكريم أن يكتب مذكراته أو ألا ينشرها مباشرة – كما في حالتي – إلا أن تشجيعي ينحصر في أهمية ممارسة الكتابة من ناحية المبدأ. لأن الإنسان يتغلّب معها على نفسه (فقط إن انتظم) بمساحة أعمق من التفكير، وأيضًا، التشجّع على رؤية ما يدور في عقله أمام عينيه. وبالطبع، ألا يخاف من نفسه ومن أفكاره.

     

  • عزاء انكسار القلب مع ديفيد وايت

    عن تأملات الشاعر ديفيد وايت في انكسار القلب:

    «انكسار القلب: هو شيء لا يمكن منعه … هو النتيجة الطبيعية بعد رعاية أشخاص وأشياء لا نملك السيطرة عليها.

        تبدأ حسرة القلب في اللحظة التي يُطلب منا فيها أن ننسى، ولكننا لا نستطيع.

    بمعنى آخر، أن يُطلب منك أن تتغير وتعيش [وتستحضر النسيان] كل يوم.

    حسرة القلب ليست زيارة، بل هي طريق يتبعه البشر في جزء كبير من حياتهم. إن انكسار القلب هو مؤشر على صدقنا: في علاقة حب، في العمل، في الحياة، في محاولة تعلم العزف على آلة موسيقية، في محاولة تشكيل ذات أفضل وأكثر كرمًا.

    حسرة القلب هي الجانب الجميل الذي لا حول له ولا قوة من الحب والمودة، وهو جوهر ورمز الرعاية. حسرة القلب لها طريقتها الخاصة في العيش مع الوقت ولها الجانب الجميل أيضًا مع الصبر.

    حسرة القلب هي الطريقة التي ننضج بها. ومع ذلك، فإننا نستخدم كلمة «انكسار القلب» كما لو أنها تحدث فقط عندما تسوء الأمور: حب بلا مقابل، حلم محطم وغيره… لكن انكسار القلب قد يكون جوهر كونك إنسان. أو جوهر أن تكون في مرحلة انتقال لمكان آخر، أو اهتمام جديد لشيء ما في طريقك. لا يوجد تقريبًا أي طريق يمكن للإنسان أن يتبعه لا يؤدي إلى انكسار القلب».

    ويضيف:

    «[يذكّرنا] انكسار القلب ألا نبحث عن طريق بديل، لأنه لا يوجد طريق بديل. إنها مقدمة لما [بعد] ما نحبه وأحببناه، وهو تساؤل لا مفر منه … هو عن شيء وشخص كان معنا طوال الوقت، وكأنه يطلب منا أن نكون مستعدين للتخلي نهائيًا عنه».

    وعن عدم توقّع المقابل:

    «الحب هو الحب الذي يعيشه البشر في معظم الأوقات. قد تكون الحاجة هي حاجتنا للمكافأة الكاملة: وهي الابتعاد عن إمكانيات الحب نفسه.

    لقد واجه الرجال والنساء دائمًا صعوبة بالتفرقة بين الحب المتبادل وبين الحب المبذول. ولكن الحب غير المتبادل قد يكون هو الشكل الذي يتخذه الحب في الغالب؛ [فنقف ونسأل دومًا]: ما هو نوع المودة التي نتوقّعها بنفس المقياس أو الجودة التي نمنحها؟ …

    وماذا يمكننا أن نعرف من خلال كل التقلبات والمنعطفات في الحياة؟ بحيث يمكننا أن نظهر للشيء أو الشخص الشكل المستمر والمناسب للعاطفة التي يحتاج إليها؟»

    انكسار القلب لا يأتي من تبادل الحب مع الأشخاص، بقدر ما هو الانغماس في التوقّعات تجاه الآخر والأشياء.. وحتى الأعمال.

    يعزّى وايت «منكسري القلب»:

    «يبدو أن الانضباط الأعظم يتمثل في التخلي عن الرغبة في التحكم. وفي الطريقة التي تتم مكافأتنا بها. والتخلي عن خيبة الأمل الطبيعية التي تنبع من توقع المعاملة بالمثل الدقيقة والمدروسة.

    يبدو أننا ولدنا في عالم يبدو فيه الحب – باستثناء اللحظات الرائعة والاستثنائية – موجودًا من جانب واحد فقط، جانبنا. وقد تتشكّل هنا الصعوبة والإلهام والهدية لرؤية الحب باعتباره التخلي المطلق [بكل مودة]، وهو أصعب تضحية على الإطلاق. [قدرتك في الانضباط الأعظم] بأن تتخلّى عن الشيء الذي نريد الاحتفاظ به إلى الأبد».


    Reference: Poet and Philosopher David Whyte on the Deeper Meanings of Friendship, Love, and Heartbreak by Maria Popova

     

  • هدية أحمد رويحل

    عزيزي وصديقي أحمد مشرف، 

    كل عام وانت بألف خير وعقبال سنين كُثر قادمة لك بإذن الله كلها نجاح وازدهار وتأثير في كل من حولك ومن يقرأون لك.

    أكتب لك من القاهرة تلك المدينة التي أعلم أنك تُحبها وهي تُحبك كثيرًا، تُخبرني شوارع الزمالك بذلك كل يوم جمعة وتُخبرني طرقات مدينتي كل صباح، يُقال انه عندما تحبك مدينة يتذكرك أحبائك فور وصولهم لها وصولهم لأماكن اعدتم أن تذهبوا لها سويًا.

    وأكتب أيضًا إلي جدة التي اسميها بيني وبين نفسي «الَبرْ التاني» أي «الجهة الأخرى»، فهي قريبة إلى قلبي وقريبة مني، هل تعلم أنها أقرب لي من أسوان مثلًا!

    كانت أول زيارة لي لجدة عندما كنت طفل لا يتعدى عمره أصابع اليد، وعدت اليها مرة أخرى عام ٢٠١٦ وشعرت أنها جزء مني ربما لأن ذكرياتي مع والدي في مكة المكرّمة، والمدينة المنورة، والرياض، أكثر بكثير من ذكرياتي معه في القاهرة؛ المدينة المُحببة الي قلبي، ولكنها دائما ينقصها ذكرى لأبي، وعندما عدت لها مرة أخرى في ديسمبر ٢٠١٧ كان مكتوب لنا اللقاء الأول هناك، هذا اللقاء من أفضل ما حدث لي في تلك الرحلة، لأعود إلى القاهرة وقد اكتسبت صديق عُمر جديد ومنها إلى مسقط وانا بصحبة كتابك الرائع «وهم الإنجاز».

    كل عام يا صديقي وأنت بخير وسعادة وأن تحقق كل ما تتمنى في حياتك وأن «تترك أثر» تلك الجملة التي تكررها بإيمان، ليس فقط بلسانك، ولكن أيضا بقلمك وصدق نظرات عينيك. كما أخبرتك من قبل، أنني أشتاق إلى ذكرى والدي – رحمه الله – في القاهرة، وعندما سألتني عنه في آخر زيارة لك للقاهرة ونحن نجتاز طريق السويس عند تقاطع الطريق الدائري كنت سعيدًا للغاية لأنك سألت، وجعلتني أتحدث عنه لأصنع ذكرى جديدة له اتذكرها كل يوم وأنا اجتاز بسيارتي تلك النقطة من الطريق.. لقد تركت فيَ أثر، أثر حقيقي بهذا السؤال وأنت لا تدري كما تفعل في كل من حولك وكل من يقرأون لك.

    شكرًا صديقي ودُمت بخير وأمان.

    محبتي

    أحمد


    أخي الحبيب أحمد رويحل،

    أدامك الله أخًا محبًا، وصديقًا ودودًا أعطيه ما أستطيع من ولاء ووفاء وأخوة.

    رسالتك هي أعظم هدية تلقّيتها لذكرى يوم ميلادي السابع والثلاثين.

    التعبير المستفيض واسترجاع الذكرى، ومشاركة المشاعر -حتى وإن كانت في كلمات قصيرة- هي ما تجعلنا إنسانيين أكثر. وهي ما تُقرّب القلوب في وقتٍ نغرق فيه في زحمة الحياة.

    شيء غريب يا صديقي أن مثل هذه الكلمات لا تود أن تُظهِر ما بداخلها أوقات اللقاء، سأُعزّي نفسي بأن لقاءاتنا تبحث دومًا عن العيش في اللحظة سوية، مع البحث عن مستقبل مهني أفضل؛ نحاول أن نصل معها لتغير أنفسنا ومن حولنا. ولا بأس طالما النيات صافية والمودة مستمرّة.

    أعتقد أن الوقت حان لتُصبح أكثر كرمًا عليَ وعلى القرّاء بمشاركتك إعلان كتابك القادم عمّا قريب. قليل من استمرارية العمل، والكثير من الاستحضار هي كل ما تحتاجه.

    دمت بخير يا صديقي.. ودام رصيد ذِكراك في الثراء.

    أحمد مشرف


    [سأشارك – إن أذنت لي – كلماتك الصادقة والمُحِبة قرّاءنا، فأنت قدوة في الإنسانية والإيثار والمحبة الصادقة والكرم الذي لا يتوقّف.]

     

  • النعيم لا يُدرك بالنعيم

    قرأت:

    «وقد أجمع عقلاء كل أُمّة على أن النعيم لا يُدرك بالنعيم، وأن من آثر الراحة فاتته الراحة، وأنه بحسب ركوب الأهوال واحتمال المشاق تكون الفرحة واللذة، فلا فرحة لمن لا هم له، ولا لذة لمن لا صبر له، ولا نعيم لمن لا شقاء له، ولا راحة لمن لا تعب له». – ابن القيّم، مفتاح دار السعادة

    الشُكر للسيدة منيرة الغنّام على مشاركة هذا الاقتباس في جلسة نقاش كتاب «وهم الإنجاز: كيف يتحرّك العامة وماذا يحفّزهم» مع جمعية قرطبة.

  • تأمل جديد في الحديد

    اقتطفت اقتراح أخي العزيز فؤاد الفرحان من نشرته البريدية، والتزامه مع تطبيق StrongLifts 5×5. لي ثلاثة أشهر تقريبًا ملتزم برياضة رفع الأثقال مع هذا التطبيق الخطير. تعليمات مدرّبه (Mehdi) ممتازة، وسهلة ومناسبة لكل الأجناس والأعمار.

    لن أُتعِب نفسي والقارئ الكريم في محاولة إقناعه أن رياضة رفع الأثقال (الحديد) لا تُعد رفاهية في حياتنا المعاصرة بقدر ما هي ضرورة قصوى للحفاظ على الكتلة العضلية ولصحة جوانب عديدة في حياتنا. خصوصًا للأحباء مثلي الذين يقتربون من الأربعين، أو لمن تجاوزه.

    ثلاث أيام في الأسبوع تمارين أثقال هي كل ما تحتاجه إن كُنت لا تود الدخول في بطولات كمال الأجسام أو مبارزات رفع الأوزان. ثلاثة أيام هي ما يرشدك إليه هذا التطبيق (أنصح بقراءة كل التعليمات على الصفحة الرئيسية قبل الالتزام بالتمارين، كما أنصح بالاشتراك في قائمته البريدية).

    لا يخرج تأملي دومًا مع رياضة الأثقال إلا تجاه هدف واضح: جعله وسيلة للبقاء – قدر المستطاع – بصحة أفضل لأطول فترة. وشخصيًا أتبع المدرسة الخاصة بهذا المدرّب «زيادة القوة، عوضًا عن حجم التمارين وغزارتها».

    أعاننا الله على الصراع الخاسر تجاه الأطعمة اللذيذة.

    أعدكم بإطلالات أكثر إن نقص وزني.

     

  • الاقتراحات الجيدة من انستجرام ليست دائمًا جيدة

    هل تتذكر عدد المطاعم التي زرتها بسبب اقتراحات أخذتها من انستجرام؟ وهل تتذكّر جودتها بالمقارنة مع ما شاهدته في التصوير؟ سأدّعي في تجربتي بأن نصف اقتراحات انستجرام وتقييمات خرائط جوجل كانت لا تتوازى مع التوقعات المأمولة.

    لا يشارك الآخرين الخيارات السيئة بقدر الحرص على مبدأ مشاركة ما يعطي رصيدًا في الحضور أمام المتابعين.

    أعرف أشخاصًا صوروا أماكنًا عديدة زاروها، كانت تظهر جمالًا استثنائي، وعندما سألتهم عنها في حياتهم الواقعية أجابوني أنها لا تستحق الزيارة. التواصل الاجتماعي أحيانًا يعمل التأثير على الصحفيين المطلوب منهم إنشاء محتوى غزير ليبقوا في وطائفهم، بغض النظر عن جودته.

    لا أعلم كيف نتلقى الاقتراحات الجيدة (غير اقتراحات التجارب الحقيقية من أشخاص حقيقيين نعرفهم)، لكنني أعلم أن ما نراه دومًا في التواصل الاجتماعي ليست اقتراحات جيدة بالضرورة.

     

  • عشر قناعات

    أحد المآزق التي تُصيب الفنّانين هي عدم اقتناعهم التام بمشاريعهم القديمة. خصوصًا إن انتشرت وأصبحت حديث الكثيرين. في حالة الكُتّاب، فإن أكبر مأزق يحدث عندما يتغير رأيه أو تتغير قناعاته تجاه شيء كتبه وأقنع الآخرين به.

    هنا بعض القناعات القديمة التي لم تتحرّك من مكانها منذ عشر سنوات:

    • الروتين مهم. أهم مما نتصور، امتلاك الإنسان لأمر يكرره كل يوم بنفس الوتيرة، وبنفس روح الاستحضار، هو الطريق الأقصر للنمو. في كل شيء. أعتقد أن إحدى مهام الإنسان في حياته أن يجد روتينه الخاص الذي يتمسّك به، ويقنع الآخرين بعدم المساس به.
    • المشي. لي مقالة في هذا الخصوص، عادة المشي شيء لا يستحق أن يتغير، هو غذاء الروح، والجسد، والفكر، والابداع.
    • تسعة من عشر محاولات تفشل. في الأعمال، والفنون، والمشاريع، وأحيانًا في العلاقات الإنسانية. لا تستطيع الوصول للمحاولة العاشرة دون التسعة التي تسبقها.
    • لا وجود للإلهام. يوجد فقط عادات سيئة، وكسل، وفوضى، أو تقاعس. الإلهام وسيلة وليس غاية. ولذلك أوافق على ما قاله ستيفن كينج «المبتدئين ينتظرون الإلهام، أمّا نحن فنستيقظ كل يوم ونبدأ العمل».
    • الغزارة أم الجودة. لا يعرف الفنان ولا المتلقي ماذا سينجح، الاستمرار في العمل هو الوسيلة للوصول إلى الجودة.
    • «لا يمكنك ربط الأحداث بالنظر إلى الأمام، بل إلى الخلف». – ستيف جوبز.
    • «حياة صُرفت في القراءة، هي حياة عظيمة» – آني ديلارد.
    • النوم هو حجر الأساس لحياة مهنية واجتماعية متوازنة (من زان نومه زان يومه).
    • من لا يملك أستاذًا أو مستشارًا أو بطلًا له. ستكون حياته أصعب، اخلق لنفسك «كبير».
    • «إن وجدت نفسك على طريق الأغلبية، فقد حان الوقت للتوقف وعكس الاتجاه» – مارك توين.

    أكتب هذا المنشور ليوم ميلادي السابع والثلاثين، بعدما استقرت هذه القناعات في السابعة والعشرين.

     

  • المشي للأبد

    اكتشفت اليوم إنني تجاوزت العشر سنوات بالتزامي بعادة المشي اليومية أو بدقة أكبر.. شبه اليومية. رايان هوليدي لا يحب أن يُطلِق عليها مسمى «رياضة المشي» لتأثيرها المحدود على الصحة الجسدية مقابل تأثيرها البالغ على الصحة النفسية والروح المعنوية عمومًا.

    نادرًا ما ينقص عدد خطواتي عن العشرة آلاف خطوة. ولا أحاول من خلاله البحث عن نتائج لإنقاص الوزن، بقدر إنقاص ثُقل الأفكار التي ليس لها داعٍ.

    مكالماتي الطويلة أدفعها لوقت المشي اليومي، الكُتب الصوتية الطويلة أنصت إليها خلال المشي، أفكار الكُتب والمقالات، والمعضلات اليومية، وتحديات العمل، ومشاكل الأسرة كلها تتقلّب وتبحث عن حل من تلقاء نفسها أثناء المشي.

    في اليوم الذي أتقاعس فيه عن أمرٍ مهم في حياتي، أقوم بتسديد دينه من خلال المشي. أحزاني وأفراحي الغامرة تكون رفيقي دومًا أثناء المشي. لا شيء يقف مكانه مع هذه العادة، كل شيء معها يتحرّك إلى اتجاه أفضل. حتى الموسيقى التي أصبحنا لا نستشعر جمالها مع زحمة الحياة تأخذ نصيبها وقت المشي.

    هل ستعطي هذه العادة فرصة؟

     

زر الذهاب إلى الأعلى