الشهر: سبتمبر 2014

  • لدي فكرة، وسأعمل عليها غداًَ

    (١) ” آني داونز … تعمل في شركة غير ربحية تهدف إلى جمع التبرعات للدول الفقيرة عبر القيام برحلات موسيقية في مناطق مختلفة.  ذهبت العام الماضي لرئيسها وقالت له لأول مرة: “اسمع … لدي فكرة، وسأعمل عليها غداً صباحاً، لن تأخذ الكثير من الوقت أو المال، وأنا شبه متأكدة من نجاحها”.

    مع هذه الجملتين غيرت آني حياتها … وقد غيرت شركتها وجميع الأشخاص الذين تعمل معهم.

    وأعتقد أنك تتسائل الآن ماذا كانت فكرتها؟ أو ربما تريد أن تعرف هل نجحت الفكرة أصلاً أم لا.

    وكلها أسئلة خاطئة.

    كل التغيير كان في موقفها، التغيير كان في أول مرة لم تنتظر فيها آني التعليمات لتعمل، أو لتُنهي قائمة المهام الخاصة بها، أو لتتلقى المبادرة من شخص آخر … بل لتقودها من البداية.

    آني … قطعت الجسر في ذلك اليوم، أصبحت أحد الأشخاص الذين بدأوا شيئاً ما، أصبحت شخصية مبتكِرة … والأهم أنها أصبحت شخصية مهيئة لتخطئ في سبيل أن تغير الآخرين.

    والآن هو دورك”.

    وهذا ما أسميه صناعة الفن.


    (1) Godin S. 2011. Poke the Box. The Domino Project. p 1-2

  • مقطع من مهزلة العقل البشري

    مهزلة العقل البشري

    هذا مقطع من كتاب مهزلة العقل البشري لعلي الوردي ص106. كلي أسف بأن أقول أن هذا الكتاب قد تم تأليفه عام 1959 أي منذ أكثر من خمسين سنة، وهو لم يبتعد كثيراً عن واقعنا الحاضر في بعض الدول العربية. الجدير بالذكر هنا أن علي الوردي كان شديد القسوة على عقليات الأفراد والحكام المسلمين آن ذاك، وكان يتهم المجتمعات ب “أصحاب عقول القرون الوسطى” و “أصحاب المنطق القديم”، استيائاً منه لتناولهم للأمور الفكرية والدينية على وجه الخصوص. يعد هذا الكتاب مكملاً لكتابه الذي سبقه “وعاظ السلاطين” الذي فصل فيه تقلب الفتاوى وتلبيب رجال الدين لكل الامور الحياتية عبر التاريخ، وفساد أكثريتهم الذين أحاطوا الملوك والسلاطين. وأضيف…  تعقيباً لشرحه على عقلية الفرد العربي مقارنتاً مع مثيله الأجنبي ليقول: “إذا قلت لأحدهم أنك مخطئ ظن أنك تقول له إنك غبي… “

  • الولاء لشركة آبل مضيعة للوقت

    استغرب شراسة الدفاع عن أي منتج بحوزة بعض أصدقائي رغم وجود عيوب واضحة فيه!

    أقود سيارة ألمانية … أُحبها جداً وأكره الكثير من العيوب فيها!

    أعشق آبل … وأستخدم جهاز ماك بوك برو بشراسة … ولا أعتقد أنني قد أن أجد بديلاً له في أي مستقبل قريب.  إلا أنني بالطبع لا أُكن ولاءاً لعلامة آبل، بل لأحد منتجاتها فقط! … الحب لا يعني الولاء بالنسبة لي!

    الولاء للتكنلوجيا مضيعة للوقت، لأنك إن كُنت أحد أؤلائك المناصرين فسينتهي بك الحال كما انتهى مع عُشاق البلاك بيري وسيُحسب عليك هذا الأمر بعد فترة.  وعودة لآبل … شخصياً أجد أن آبل لم تُقدم أي شيء جديد (ولا حتى شيئاً واحد) يستحق الإشادة منذ وفاة ستيف جوبز! ربما قد تكون ساعة آبل المرتقبة هي الوعد لذلك، لكن تحدثت من قبل أن توقيت نزولها قد يبعدها عن المنافسة لفترة من الزمن، فهناك العشرات من الشركات الأخرى التي طرحت منتجات مشابهة كمفهوم مشابه لساعة آبل.

    آيفون C بألوانه التي تُخالف استراتيجية ستيف جوبز في التصميم! … كم شخص تعرفه كان قد اشترى هذا الجهاز؟ لستُ مصمماً … لكنني زبون أدعي الحيادية، وأزعم أنني دون امتلاك أي معلومات داخلية قد استطيع تقييم المنتجات، وأزعم أيضاً أنني اطلعت عن كثب على استراتيجية ستيف جوبز في التسويق والتصميم، وبالتأكيد آيفون C مخالف تماماً لاستراتيجية ستيف جوبز وآبل في.

    استخدم آندرويد منذ ثلاث سنوات، والعام الماضي أُهدي إلي جوال آي فون ٥إس، لينتهي بي الأمر ببيعه أخيراً بعد يومين من استخدامه، ودعني أقول لك بكل موضوعية … ليس هناك مقارنة، فاستخدامي لاندرويد عموماً كان أفضل بكثير من الآيفون.

    أؤئمن تماماً أن ما نراه اليوم من إدمان على اقتناء جهاز آيفون عند صدوره كل عام في جميع أنحاء العالم ما هو إلا بقاية نتائج صناعات آبل القديمة وإدارة ستيف جوبز، وليس لأن الشركة قد أبدعت بالفعل بخلق شيء منقطع النظير!

    لا أعلم كم سيستمر هذا الفتور الإبداعي لآبل … لكن أؤكد مرة أخرى أن الولاء لأي شركة تكنلوجيا غير مبرر.

    فالحكم في النهاية … على جودة المنتجات.

    (انظر مقالة: شاهد .. سخريه العالم من انحناء “آيفون 6 بلس”)

  • ثورة الفن: كيف يعمل الفنان وكيف يعمل الآخرون

    هناك فن وهناك وظيفة … وهناك بالتأكيد فرق بين الوظيفة والعمل.

    ولأن الفنان يقف كل يوم ليعمل دون أن ينتظر الإذن من أحد بكامل شغفه وحبه للعمل، تجده في غاية السخاء…

    لأن عمله بالنسبة له مسألة شخصية، وليست نقل مهمته الوظيفية من نقطة “أ” إلى نقطة “ب”.

    الوظيفة تشترط وجود مقابل مادي عند كل خطوة عمل، والفن يشترط وجود إنسان آخر.

    الفنان … يعمل وربما يأتيه المال … على كل حال ليس المال قضيته.

    أن نعمل كفنانين … هذا ما أحاول أن أقنعك به في كتابي الذي سيصدر قريباً …

    ثورة الفن: كيف يعمل الفنان وكيف يعمل الآخرون. تصميم الغلاف: دانة حسن قاضي

    ومن العدل أن أعترف بأن جهود فنانين آخرين ساهمت وستساهم في إنجاز هذا العمل حتى صدوره، وأخصص امتناني اليوم لدانة قاضي، التي آمنت بمحتوى الكتاب قبل أن تعمل على تصميم غلافه.

    شكراً على سخائك دانة.

  • هل تعرف شخصاً مازال كما هو … قبل وبعد الإبتعاث؟

    هل تفاجئت من شخص كان وما زال على ما هو عليه دون تغيير قبل وبعد الإبتعاث، أو بعد قضاء فترات طويلة خارج بلده، أو حتى بعد فترات طويلة من سجنه بسبب قضية فكرية ما؟

    دعني أقول لك … العلم شيء والثقافة الشخصية شيء …. والموروثات الإجتماعية/الدينية شيء آخر، أرجو أن لا تربط هذا بذاك.

    يقول علي الوردي: “إن الذي لا يفارق بيئته التي نشأ فيها، ولا يقرأ غير الكُتب التي تدعم معتقداته الموروثة، لا ننتظر منه أن يكون محايداً في الحكم على الأمور”.

    أتفق جداً معه … الحيادية تعني بالنسبة لي التعايش … فقط التعايش.

    ولن يصل أي شخص إلى مرحلة الحيادية تلك، إلا بعد تخلصه من موروثاته الفكرية، حتى وإن أرسلته إلا المريخ ليتعلم.

    الحيادية … فكر.

    والموروث الإجتماعي … فكر أيضاً.

  • توقيت النزول إلى السوق

    قبل عشرين سنة، كان متوسط مبيعات الصحف الورقية يتجاوز الـخمسة عشر ألف نسخة يومية حسب إفادة بعض رؤساء التحرير، اليوم لا يتجاوز حجم التوزيع خمسة آلاف نسخة لأفضل صحيفة. والسبب … دخول الإنترنت طبعاً وتغير نمط الحياة.

    نفس الموضوع ينطبق على الكُتب الورقية مقابل الإلكترونية، ومصانع الموكيت مقابل السيراميك وغيرها الكثير.

    رغم إعجابي مهنياً بصحيفة مكة، إلا أنني أستغرب نزولهم العام الماضي إلى سوق في طريقه إلى الإختفاء بشكل شبه واضح، بل ويزيد الأمر غموضاً بالنسبة لي وجود كوكبة من رجال الأعمال المُحنكين في مجلس إدارتها ولا أعتقد أن أمر كهذا سيمر عليهم دون تفكير.  نجد في المقابل صحيفة هافينجتون بوست التي ترأسها آريانا هافينجتون تُعتبر حتى هذه اللحظة الصحيفة الأسرع نمواً في العالم، وذلك حسب اعتقادي لتركيزها على نقطتين رئيسية مقارنتاً مع منافسيها إضافة لجودة المخرجات:

    1. نزلت لتنافس الآخرين بكل قوة على الإنترنت فقط منذ عام ٢٠٠٥م، دون وجود نسخة ورقية.
    2. تعتمد على الليبراليا والإنفتاح في طرحها بشكل مُلفت (حسب ما هو معروف عن كتابات آريانا قبل أن تؤسس الصحيفة).

    وفي هذا الحقبة من الزمن أجد أن دراسة توقيت إنشاء شركة أو عمل ما لا يقل أهمية عن دراسة الجدوى، بل التوقيت إضافةً لسؤال رجال الأعمال التقليدي: ماذا ستقدم شيئاً جديد؟

    وتزامناً الآن مع نزول الآيفون ٦ وساعة آبل، أجد أن آبل قد تأخرت كثيراً في أمر الساعة، والتي سيشهد نزولها مطلع عام ٢٠١٥.

    يقودني هذا الأمر لتصريح ستيف جوبز عام ٢٠٠٧ بعد مؤتمر نزول الآيفون الأول عندما قال:

    “نحن نسبق الزمن الآن بخمسة سنوات … ولو بقينا خمسة سنوات دون أن نفعل شيء سنظل في القمة حتى يبدأ الآخرون بمنافستنا”.

    كم كُنت سأتمنى معرفة رأيه بخصوص ساعة آبل (وصحيفة مكة).

  • اسطنبول والموروث العثماني

    عندما تتحدث مع أحد الأتراك من الجيل القديم، ستجد الكثير من التفاخر بإنجازات الدولة العثمانية. وتجد في المقابل شبابهم (أكثر من ٦٠٪ سكان تركيا أعمارهم أقل من ٣٥ سنة) يعيشون كل تفاصيل حياتهم بعيداً عن أي موروث ثقافي عثماني عريق.

    يغلب على الشباب نمط الحياة الأوروبية المعاصرة أكثر من التركية العتيقة، النسبة الأعظم لا تتحدث اللغة الإنجليزية في اسطنبول رغم انتشار الأغاني، والمأكولات والعديد من المنتجات الأجنبية والأمريكية على وجه الخصوص في جميع أنحاء المدينة.

    لستُ هنا أتطرق للموروثات الدينية، بل الإجتماعية التي ورثناها نحن في مدن الحجاز ونعيش بقاياها حتى اللحظة رغم تمّدُننا وكثرة شبابنا. كنت أشاهد والدتي تلبس ملابسهم، ومعظم سُفرِنا في رمضان تحتوي على مأكولاتهم، وعندما أسألها تقول لي “معظم عادتنا وما نأكله أو نلبسه تعلمناه منهم في المدينة المنورة”.

    زرت اسطنبول مؤخراً، أحزنني وأفرحني في نفس الوقت حال المدينة … تطور مذهل حصل في اسطنبول على الأقل منذ آخر زيارة لي لها العام الماضي، العديد من المراكز التجارية الجديدة افتتحت مؤخراً، والكثير من الوجهات التي تستحق الزيارة أصبحت تُغرق المدينة. وأجد بشكل واضح اجتهاد الحكومة التركية للإرتقاء بها.

    عتبي قليلاً كان بتعامل أهلها القاسي مع الضيوف، وعند تحدثي بهذا الأمر مع زوجتي ردت لي بدبلوماسية “تخيل لو أن مدينتك تعج بالسياح كل يوم طيلة العام!”. أعجبني جداً وجود مكتبة في كل مركز تجاري، وأعجبني أكثر حرصهم الشديد على ماضيهم -رغم عتبي علي قسوتهم في الحاضر- وعند سؤالي الجريء لأحد أصدقائي الأتراك عن مزاجهم الصعب وأخلاقهم غير الآمنة، أصر أن هذا السبب يعود إلى ضعف الحالة الإقتصادية عند معظم السُكان والتي تنعكس سلباً على ضيوفها !!

    أجد أن اسطنبول (وتركيا) من أكثر ما شاهدت في حياتي من تناقضات … فهي مليئة بالفنون والموسيقى الساحرة والكثير من المزاج الصعب، تطور مذهل بشكل متسارع مع ازدياد وجود عدم رضاً عام عن الحالة الإقتصادية.  وأيضاً يُترجم هذا التناقض في وجود العديد من الآثار الإسلامية والكثير من الإنتماء للتيار العلماني، وحتى على المستوى السياحي … وجدت تنافساً كبير بدأ يرجح الكفة لصالح المنتجات والثقافة الغربية، على التركية.

    ربما يكون تناقضها هو سبب جمالها …

    (مجرد رأي شخصي).

  • TEDex Jeddah, # عقول_المستقبل

    أُسوق لتيديكس جدة … عقول المستقبل.

    ولأني أعتبر أولاً أن مشاهدة حلقات تيديكس من أكثر الفعاليات التي تحمل تأثيراً إيجابياً لمشاهديها ولضيوفها الحاضرين، ولأني أرى ثانياً أن فرصة الحصول على الكثير من الأفكار، والكثير الكثير من الإلهام ستكون موجودة أمامك الآن، أدعوك للحضور عبر التسجيل هنا.

    لا أعلم عن حال زُملائي المتحدثين المبدعين، لكن بالنسبة لي … بالتأكيد سأبذل قُصارى جهدي بعرض مادة تليق إنتظار ومشاهدة مئات الضيوف وربما تغيير البعض منهم نحو الأفضل.

    سأتحدث عن #ثورة_الفن … عن الزمن القادم، وكيف علينا أن نعيش حياتنا كفنانين بدلاً من استقبال الأوامر لتأدية العمل، وهروباً من برمجة الثورة الصناعية التي كان يعيشها العالم منذ أكثر من خمسين سنة.  في الحقيقة لم تكُن مجرد فكرة قررت التحدث عنها، لكن بعد الخوض عدة أشهر في الكتابة عنها والبحث حوليها باستخدام عدة مراجع، وجدت أخيراً أن الفكرة بدأت تقودني للتحدث عنها بشكل رسمي.

    أعمل الان مع دور النشر على سرعة إخراج الكتاب والذي يحمل نفس عنوان هذه الجلسة، ولعل الظروف إن أسعفتني سأُشارك بتوقيع وتوزيع نُسخ من الكتاب.

    ننتظركم …

  • على ماذا أُسامح نفسي؟

    يمكنك أن تسامح نفسك على كل شيء.

    يمكنك أن تسامح نفسك على كل الأمور التي لا تحتمل الخطأ المطلق أو الصحيح المطلق، يمكنك أن تسامح نفسك على عدم قدرتك بأن تكون صاحب أجمل جسد في العالم، أو أجمل عيون، أو أسرع ركضة في العالم.

    مشكلتي مع المسامحة … هي الإستسلام – «  سامحت نفسي … ومازلت أُسامح نفسي … ماذا بعد؟»

    فاعتقادي أن المسامحة قد تخلق قوة شخصية لا يُستهان بها (أو العكس).

    ومشكلتي الأخرى مع المسامحة … هي ارتباطها كثيراً مع النسيان، فأُسامح نفسي على قيامي بخطء غاية في الحماقة، لأُكرره بعد فترة!

    لا أتحدث هُنا عن الندم، لأن الندم يمثل  المرحلة التي تلحق بعدم مسامحة الذات.

    ربما لن أُسامح نفسي (إن سامحت نفسي) على عدم المحاولة في أي أمر كُنت أريده بشدة.

     … إياك وأن تسامح نفسك على عدم المحاولة!

زر الذهاب إلى الأعلى